تلقت «المصرى اليوم» توضيحاً من الكاتب والباحث د. عمرو الشوبكى على ما تضمنه رد وزارة الخارجية على انتقاده لأدائها فى إدانة أحداث إيطاليا هذا نصه: جاء تعقيب وزير الخارجية السيد أحمد أبوالغيط، على لسان المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية السيد حسام زكى، يوم الأحد الماضى، على تعليق نشر فى «المصرى اليوم» بتاريخ 13 يناير وتضمن انتقاداً من جانبى لطريقة تعامل وزارة الخارجية المصرية مع أحداث جرت فى إيطاليا بعد ما يقرب من أسبوع على وقوعها، ليثير بعض النقاط من المهم توضيحها: هناك إصرار على إخفاء أى فشل أو خطأ بالحديث فى قضايا بديهية ليس لها علاقة بجوهر الموضوع مجال النقاش، فمصر بالتأكيد تواجه أخطاراً كثيرة كما أن تصريحات وزير الخارجية الإيطالى بخصوص جريمة نجع حمادى عكست تدخلاً سافراً فى شؤوننا الداخلية مرفوضاً منا جميعاً، ولكن ما علاقة ذلك بأن الوزير المصرى اجتهد وواجه هذا التدخل بطريقته أو كما قال «التروى والانتظار لحين مجىء الفرصة المناسبة للرد»، واختار الرد بإدانة حادث وقع قبلها بأسبوع بحق بعض المهاجرين فى إحدى المدن الإيطالية، وهى طريقة اعتبرتها غير مؤثرة وطفولية، وتجعل العالم لا يأخذنا بجدية، وكان الأجدر مواجهة تصريح وزير الخارجية بوضوح وفى الحال برفض أى تدخل فى شؤوننا الداخلية. وبما أنه الوزير الذى لا يخطئ ويعرف كل شىء، ونحن لا نعرف، جاء تعليقه رافضاً لفكرة وجود رأى مخالف لسيادته فى واقعة محددة، ويتحدث كما جاء فى رسالة المتحدث الرسمى عن «الخبير» غير المهنى الذى لا يعى بالأخطار المحيطة بمصر وغيرها من التحذيرات والاتهامات، التى لا تميز بين واجب التعليق الأخلاقى والمهنى والسياسى على أداء وزارة من الوزارات وبين الإساءة الشخصية للقائمين عليها. واعتبر أيضاً أن «المصرى اليوم» لم تكن مهنية حين اعتمدت على رأى خبير واحد، هو كاتب هذه السطور، على اعتبار أن «الصحفى الشاطر» هو فقط الذى يقف على باب الوزير منتظراً تصريحاته لينقلها للرأى العام، أما أن تجتهد «المصرى اليوم» وترى أن من الغريب أن يصدر تعليق من وزارة الخارجية على «حدث بايت» كرد فعل على أحداث نجع حمادى، فهو عمل غير مهنى وفق هذه النظرة. أعتقد أننا لسنا أمام موقف يحتاج إلى مراجعة، فهناك قرار اتخذه الوزير وفق صلاحياته رآه مواطناً مصرياً إنه خاطئ؟ فما علاقة ذلك بالدشم العسكرية التى يحارب من خلفها الوزير والأخطار التى تهدد مصر وأمنها؟. إن هذه الطريقة من ردات الفعل خسرت مصر الكثير، وربما من المرات النادرة فى تاريخ مصر المعاصر أن تكون كثير من مواقف مصر السياسية صحيحة، ولكن بسبب هذا الأداء فقدنا دعم جانب كبير من الرأى العام المصرى والعربى والدولى، وتلك مسألة غير متكررة فى تاريخ وزارة الخارجية، التى اعتادت أن تحسن من صورة مصر حتى حين تكون مخطئة، إلى أن نجحت الآن فى أن تخطئها حين تكون صحيحة».
