«البواب ده مش أى حاجة.. ده رئيس مجلس إدارة العمارة.. تقدرى تقولى كده» هكذا بدأ حديث أبوعمر أو الريس أبوعمر كما يحب أن يناديه الجميع «البواب كاتم أسرار البيوت ممكن يعمرها وممكن يخربها لو ودنى وبيحشر نفسه فى أسرار الناس ربنا يكفينا الشر». منذ 15 عاما وأبوعمر يجلس على باب إحدى العمارات الراقية بالجيزة، يتولى مسئولية حراسة العقار وممتلكات السكان ويعرف دون غيره ما الذى يحدث خلف الأبواب المغلقة « بحكم عملى ببقى شايف كل حاجة، وعارف مين اللى طلع وعند مين، ومين نزل وامتى وتقريبا هايروح فين.. فعلا البواب بيكون عنده أسرار البيوت كلها لكن البواب الجدع اللى بيكون أعمى وأطرش وأخرس، وفيه ناس كتير بيتخرب بيوتهم بسبب البوابين وعمايلهم بالذات لما يكون البواب قليل الأصل وبيحشر نفسه فى أسرار الناس وبينقل الكلام ساعتها قولى على العمارة يا رحمن يا رحيم شغلانتنا دى شغلانة ستر على السكان». 15 عاما كاملة وأبوعمر يحافظ على زيه التقليدى، البنطلون والقميص لم يعرفا إليه طريقا رغم مرور كل هذه السنوات ولم يصبح البيه البواب «الله يسامحك يا أحمد يا زكى.. الراجل كان مبالغ جدا وماخدناش من وراه إلا نظرة الشك فى عيون السكان كل واحد دلوقتى بيفتكر إن البوابين بقو بهوات على حسابهم، وبعدين أحمد زكى جاب البوابين صعايدة من الصعيد الجوانى، وكلنا هنا من بلاد قريبة من القاهرة وأغلبنا من الفيوم.. بس الشهادة لله يعنى لو الواحد اشتغل فى المعادى ولاّ المهندسين ممكن تقول عليه البيه البواب فعلا». مهنته من يعرف كل شىء ولا يتحدث، هكذا يصف أبوعمر عمله كبواب: «مادام الواحد هايتقى ربنا فى أسرار الناس ربنا هايكرمه.. أنا مثلا بقالى هنا 15 سنة ماحدش زعل منى ولا قلت كلمة وحشة على حد.. وعندى عيلين ربيتهم على الأخلاق وماشاء الله لسه جايب لواحد منهم شبكة ب 14 ألف وعملت له فرح اتكلف 40 ألف وكله من الشغلانة دى». رغم الصورة التى قدمها أبوعمر فإن السكان فى مناطق أخرى يعتبرون البواب «شخص خطر». سارة الطالبة الجامعية تشكو من عبدالناصر البواب باستمرار «الراجل ده هايجننى.. لو اى حد اتنفس فى البيت بيعرف.. إزاى الله أعلم ده زى مستر إكس بيعرف كل حاجة، وينقل الكلام من هنا لهنا ويزود من عنده ويعمل راجل غلبان مع إنه عنده فيللا فى بلدهم وعربيتين ميكروباص وتوك توك مشغلهم» أما محمد الساكن فى عقار آخر فيقول «ماعنديش مشكلة مع البوابين بشكل عام، لكن فيه بوابين مدمنين على النميمة وفيه حشرية كتير.. مثلا الراجل اللى عندنا فى العمارة حاليا شغال بقاله شهرين، وتقريبا عامل رويترز للسكان مين أكل ومين شرب ومين خرج ومين جه.. لدرجة إنى برجع من الشغل ألاقى بنته المفعوصة تقولى إنت اتأخرت ليه النهاردة؟».