تباينت ردود أفعال الكنائس المصرية والمفكرين والنشطاء الأقباط على قرار تعيين الدكتور سمير مرقس والدكتور رفيق حبيب ضمن الفريق الرئاسى، فبينما رحب البعض بهذه الخطوة واعتبروها خطوة فى طريق «المواطنة الكاملة»، فيما اعترض البعض الآخر عليها بدعوى أن «مرقس» و«حبيب» لا يمثلان عموم الأقباط. وعبر الأب رفيق جريش، المتحدث الرسمى باسم الكنيسة الكاثوليكية، عن سعادة الكنيسة باختيار «مرقس». نظراً لكفاءته وإسهاماته المتعددة فى مجال المواطنة، مشيراً إلى أن اختياره جاء لكفاءته وكذلك لكونه قبطياً. وأكد «جريش» ل«المصرى اليوم» ضرورة أن يكون لسمير مرقس صلاحيات تمكنه من تطبيق أفكاره وأبحاثه، مطالباً الرئيس مرسى والحكومة بالاستفادة من خبرات هذا الرجل. وقال إن «مرقس» شخصية جادة ويتفق عليها جميع الطوائف المسيحية. وأوضح أن الرئيس مرسى أوفى بوعوده باختيار قبطى ضمن الفريق الرئاسى، وكذلك اختياره لأول سيدة فى منصب مساعد الرئيس. فيما رفض الأنبا مرقس، أسقف شبرا الخيمة للكنيسة الأرثوذكسية، التعليق على الاختيار، قائلاً: «يسأل فى ذلك الأنبا باخوميوس، صاحب التعليق فى هذا الأمر». من جانبه، قال الناشط القبطى نجيب جبرائيل، مدير الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان: إن الأقباط لا يمانعون فى اختيار مساعد قبطى ضمن الفريق الرئاسى لرئيس الجمهورية، واستطرد: «لكن نتمنى ألا يكون هذا الاختيار بمثابة ديكور لمحاولة تحسين شكل مؤسسة الرئاسة، وأنها اختارت ممثلاً للأقباط»، مطالباً بضرورة إعطائه اختصاصات كاملة لممارسة عمله. بدورها قالت الدكتورة جورجيت قللينى، عضو المجلس الملى: أنا لا أمثل رأى الأقباط، ولكن بالنسبة لرأيى الشخصى فإن اختيار سمير مرقس كان متوقعاً لأنه شخصية هادئة ومثقفة والجميع يرضى بهذا الاختيار، الذى يعد خطوة فى طريق «المواطنة الكاملة» للأقباط. ووصفت إيفون مسعد، عضو المكتب التنفيذى لاتحاد شباب ماسبيرو، اختيار الدكتور رفيق حبيب مساعداً للرئيس بأنه انطلاق من انتمائه لجماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة، وليس لكونه قبطياً وممثلاً للأقباط، ورأت أن اختيارات الرئيس تؤكد أنه مازال مصمماً على «أخونة الدولة». وفى الإسكندرية، قال القس الدكتور راضى عطا الله إسكندر، راعى الكنيسة الإنجيلية بالمدينة: إن اختيار «حبيب» و«مرقس» غير موفق، لأنهما لا يمثلان الأقباط على الإطلاق، مؤكداً أنه إذا كان هذا اختيار الرئيس فنحن لا نريد من يمثلنا فى الفريق الرئاسى. وأوضح «إسكندر» أنه يحترم الاثنين ويكن لهما كل تقدير فى شخصهما، لكن أن يكونا ممثلين للأقباط فى الفريق الرئاسى فهذا أمر غير موفق. وأشار إلى أن اختيار «حبيب» جاء لكونه حزبياً ويشغل منصب نائب رئيس حزب الحرية والعدالة وهو فى الأصل الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، متسائلاً: كيف يكون ممثلاً للأقباط؟ وتابع: «الاثنان لن يتخذا أى موقف مضاد للإخوان ولا لسياساتها حتى لو كان خطأ، وبالتالى فلن يكونا موفقين لتنفيذ طموحات وتطلعات الأقباط فى مصر خلال الفترة المقبلة». وقال «إسكندر»: إن الأقباط كانوا يتمنون أن يكون من يمثلهم صاحب نظرة واسعة وغير محدودة، مشيراً إلى وجود العشرات من الكفاءات بين الأقباط ويكونون جسر التواصل بين الرئاسة والمسيحيين غير الاثنين اللذين تم اختيارهما، فضلاً عن أنه ليس معروفاً شيئاً عن صلاحياتهما فى المهمة الجديدة.
