«الداخل مفقود والخارج مولود».. عبارة تنطبق على سيارات الأجرة المنتشرة فى الشوارع الجانبية فى محافظة الجيزة، خاصة شوارع العشرين والمنشية وكعابيش فى فيصل، وبعض شوارع بولاق الدكرور، فسكان تلك الشوارع لا يجدون مفرا من استخدام سيارات متهالكة قد تودى بحياتهم، لأنه لا بديل غيرها، وذلك على الرغم من إعلان «الجيزة» ضمن أفضل 1000 مدينة فى العالم. لا خلاف أن المواقف العشوائية التى تتخذ من ناصية الشوارع الجانبية مقرا لها، يقودها صبية صغار لا يحملون رخص قيادة وأغلبهم من البلطجية سيئى السلوك، ولكن الجديد فى هذه السيارات المنتشرة فى غياب التواجد الأمنى، أنك من الصعب أن تطلق عليها اسم سيارات ولا أجرة، لأنها بلا أبواب ولا نوافذ وجميع صاجها متآكل من الصدأ وكراسيها محطمة لدرجة أن الركاب لا يجدون مكانا للجلوس، فيضطرون للوقوف، وعندما يصادفك الحظ وتعثر بالصدفة على مقعد سليم، تفاجأ بأنه بلا مسند خلفى. «المصرى اليوم» تجولت بين هذه الشوارع وسجلت الحالة السيئة التى تعانيها هذه السيارات والصعوبة التى يتعرض لها المواطنون يوميا أثناء تعاملهم مع سائقيها، الغريب أن بعض هذه السيارات مر أمام رجال الأمن الموجودين أمام محطة مترو فيصل، دون أن تلفت انتباههم وكأنها أصبحت أمرا واقعا وعلى المواطن احتماله رغما عنه. تسير هذه السيارات دون لوحات معدنية وأحيانا بلوحات تتبع محافظات أخرى مثل المنوفية والسويس وغيرهما، وأحيانا تشاهد سيارة بلوحة أمامية مختلفة عن اللوحة الخلفية. وقال أحد الركاب إن السائقين عادة ما يقدمون كروت شحن موبايل ووجبات غداء من مطاعم «الأسماك والكباب والكفتة» لبعض الأمناء المتواجدين فى الميادين هذا بخلاف دفع المعلوم، وأضاف: كل الركاب بيلاحظوا الإشارات بين السائقين والأمناء، فالأمين يكتفى بنظرة من بعيد للسائق الذى يقود سيارة مخالفة – بدون باب مثلاً - فيمر السائق من أمامه ويبتسم له بعد أن يرضيه بالمعلوم. محمد على السيد من سكان شارع المنشية فى طوابق فيصل اندهش من اعتبار الجيزة من ضمن أجمل 1000 مدينة فى العالم، متسائلاً: كيف ذلك ومواطنوها يعاملون بهذه الطريقة.. وقال: والله العظيم مرة واحدة ست عجوزة وقعت من ميكروباص وهو ماشى بسرعة والسواق ماكلفش خاطره يقف يسندها ولا يعتذر لها جرى بسرعة لأنه عارف إن الناس ممكن تاكله.