هنأت الأممالمتحدة القارة السمراء ومواطنى جنوب أفريقيا، «الفائزين الحقيقيين» بمونديال 2010، بعد أن جعلوا من تنظيم واحد من أهم الأحداث الرياضية على مستوى العالم «نجاحاً حقيقياً». قال بيان للمنظمة الدولية: «بعيداً عن نتيجة المباراة النهائية، فإن الفائز الحقيقى فى مونديال 2010 هو أفريقيا وشعب جنوب أفريقيا»، معتبراً أن تنظيم المونديال «فاق التوقعات». وأشارت الأممالمتحدة إلى أن مواطنى جنوب أفريقيا أخرسوا الأصوات المشككة، وأوجدوا «ثقة عامة فى قدرة المنطقة على تنظيم هذه النوعية من الأحداث العالمية». كما أشار الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون الذى حضر مباراة افتتاح المونديال فى 11 يونيو الماضى، فى البيان إلى أن «الحماس والدعم» من جانب المجتمع الجنوب أفريقى كله والقارة كانا حاسمين فى نجاح المونديال. وأبدى المسؤول الأممى الأول اعتقاده بأن مونديال «جنوب أفريقيا 2010» مثل دفعة غير مسبوقة للمنظمة التى يترأسها فيما يتعلق بدعم مكافحة الفقر والتقدم بأهداف تنمية الألفية. وأضاف: «أتمنى أن تستمر الدفعة التى حصلنا عليها طيلة المونديال خلال الأعوام المقبلة». ورغم عدم إشارته إلى مباراة نهائى البطولة التى انتهت بفوز إسبانيا على هولندا بهدف نظيف، فإن بان كى مون سيحظى بفرصة شخصية لتهنئة رئيس الحكومة الإسبانية خوسيه لويس رودريجز ثاباتيرو، عندما يزور العاصمة مدريد لحضور الاجتماع الأول للزعماء العالميين الذين وكلهم بدفع قمة أهداف تنمية الألفية التى تعقد فى نيويورك فى سبتمبر المقبل. ويترأس ثاباتيرو هذه المجموعة مع الرئيس الرواندى بول كاجامى، الذى يمثل الدول النامية. وقدم مونديال 2010 وليمة روحية لعشاق كرة القدم على مدار شهر كامل دخلت معه أفريقيا التاريخ من «بوابة الساحرة المستديرة»، صدحت أبواق «الفوفوزيلا» مدوية فى آفاق العالم وصدقت توقعات الأخطبوط «بول» وصمدت الكرة «جابولانى» حتى النهاية وجميعها من المظاهر الرئيسية التى ميزت تلك النسخة التاسعة عشرة من كأس العالم التى استضافتها القارة السمراء للمرة الأولى فى تاريخها وستبقى راسخة فى الأذهان رغم كل ما أثير بشأنها حتى اللحظات الأخيرة قبل إسدال الستار. وفى تعليق نشرته صحيفة «بيجين إيفينينج نيوز» المسائية، قالت: لن نذكر هنا العوامل السياسية والاقتصادية التى تغلف مباريات كرة القدم بكأس العالم، ولن نناقش الأرقام القياسية والمفارقات الكثيرة التى حفلت بها تلك الدورة والروعة التى خلقتها، إنما نؤكد هنا فقط ملامح قارة أفريقيا التى برزت خلال بطولة كأس العالم كقارة عريقة الثقافة، مثيرة للإعجاب مليئة بالقدرة والحيوية والطاقة الكامنة. لقد أعلن رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما للعالم قبل انطلاق نهائيات كأس العالم أن جنوب أفريقيا مستعدة لاستقبال كأس العالم لكنه يحق له اليوم أن يقول بكل فخر إن جنوب أفريقيا أظهرت قدرة مطلقة على إقامة كأس العالم بصورة حسنة وكيف لا؟ وقد حققت جنوب أفريقيا نتائج جيدة فى جميع الخطوات المتتالية لإقامة كأس العالم من الاستضافة إلى الاستعداد ثم إلى تنظيم المباريات، فضلاً عن حفلى الافتتاح والختام. وتابعت الصحيفة: لقد أظهرت أفريقيا صورتها الحقيقية أمام العالم أجمع، وبددت نظرات الشك التى طالما صوبت إليها. واستشهدت بتصريحات للأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفى عنان وهو من أصول أفريقية (مواليد مدينة كوماسى بغانا واسمه مركب حيث تعنى كلمة كوفى «فى يوم الجمعة»، وتعنى كلمة عنان «الرابع»، ويوم الجمعة هو اليوم الذى ولد فيه، والرابع هو ترتيبه بين إخوته)، والتى قال فيها: «لقد غيرت أفريقيا مصيرها بنفسها وها هى تستعد لاستقبال مستقبل أكثر إشراقاً». وتوقفت الصحيفة طويلاً أمام المنتخبات الأفريقية الستة التى تأهلت لنهائيات كأس العالم (جنوب أفريقيا، نيجيريا، الجزائر، غانا، الكاميرون، كوت ديفوار)، خاصة منتخب غانا الذى ضم أصغر اللاعبين سناً من بين جميع الفرق المشاركة فى نهائيات كأس العالم بجنوب أفريقيا، ونجح فى الوصول إلى الدور ربع النهائى، مشيرة إلى أن شبابهم والطاقة الكامنة الكبيرة لديهم ستساعدهم على تسجيل نتائج أفضل فى المستقبل. ومضت الصحيفة الصينية تقول: «إن إقامة كأس العالم فى جنوب أفريقيا ستدفع القارة الأفريقية إلى جبهة الأمامية للتاريخ لأول مرة وستلفت إليها أنظار العالم، لكن برؤية مغايرة صائبة وموضوعية ومحترمة، وكما قال رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا» جوزيف بلاتر، إن كأس العالم ليست شرفاً للفريق البطل الفائز فقط، بل هى شرف للقارة الأفريقية بأسرها أيضاً.