أكد مصدر أمنى ل«المصرى اليوم» أن 6 حوادث إطلاق نار وقعت على الحدود المصرية الإسرائيلية خلال شهرى يونيو ويوليو الماضيين، فيما رصدت دراسة إسرائيلية 12 حادثاً و20 قتيلاً. كان حادث تبادل إطلاق نار قد وقع الأربعاء بين جنود إسرائيليين ومسلحين فى سيناء، ولم يسفر عن أى إصابات. وذكر الجيش الإسرائيلى أن الحادث وقع بعد اعتقال ثلاثة من المشتبه بهم والذين حاولوا التسلل عبر الحدود إلى إسرائيل. من جانبه، اعتبر الخبير الأمنى اللواء سامح سيف اليزل أن تكرار تلك الحوادث المتلاحقة مقصود منه إحداث توتر فى العلاقات المصرية الإسرائيلية، ومحاولة التصعيد وصولا إلى ما تطلبه تيارات الإسلام السياسى فى مصر من قطع العلاقات مع تل أبيب. وقال «سيف اليزل»: حان الوقت لفرض السيطرة والهيمنة الأمنية على سيناء ليس لحماية أمن إسرائيل، ولكن لتخفيف ضغط الرأى العام العالمى والدول الخارجية التى تتهم مصر دائما بالتقصير الامنى وعدم القدرة على السيطرة على الحدود. فى سياق متصل، ذكرت دراسة إسرائيلية أعدها الخبير الاستراتيجى فى الشؤون المصرية والشرق أوسطية أليكس فيشمان بصحيفة «يديعوت أحرونوت»، أن جهاز الأمن العام «الشباك» والشرطة الإسرائيلية وأجهزة الاستخبارات فى تل أبيب تجمع معلومات لتحديد أهداف منظمات مسلحة فى سيناء تسعى لتنفيذ عمليات داخل إسرائيل. وأضاف المحلل الإسرائيلى أنه سجل فى الأشهر الأخيرة على الحدود مع مصر نحو 20 قتيلاً وجريحاً، لافتا إلى أنه لا يمر يوم من غير إطلاق نار على الحدود بين مصر وإسرائيل، وأنه قد يتجاوز الأمر أحيانا لأكثر من مرة خلال الليلة الواحدة، منوها بتسجيل عدد من الجنود الذين يتبعون وحدة «أقوز» العسكرية 12 حادثا لإطلاق النار مع المهربين، خلال الفترة الأخيرة. فى سياق آخر أجمع خبراء أمنيون وعسكريون على أن تقرير الخارجية الأمريكية الأخير عن الإرهاب والذى تضمن «أن سيناء منطقة مثيرة للقلق، ومعبر لتهريب الأسلحة الإيرانية إلى قطاع غزة»، يعد محاولة لتحجيم علاقات مصر بغزةوإيران. وقال اللواء الدكتور محمد مجاهد الزيات، الخبير فى الأمن القومى، إن تقرير الخارجية الأمريكية حول سيناء وتوقيته هو رسالة سياسية بعد انفتاح مصر وتحسن علاقتها مع غزةوإيران بعد وصول الدكتور محمد مرسى للرئاسة، وذلك فى محاولة للضغط لتحجيم تلك العلاقات مرة أخرى. وأضاف الزيات أن التقرير يتماشى مع تصريحات وزير الدفاع الأمريكى أثناء زيارته للرئيس مرسى، والذى تحدث فيها عن أهمية ضبط الحدود ووقف عمليات تهريب السلاح التى تهدد الأمن الإسرائيلى. وأشار إلى أن اتهامات التقرير لإيران بوجود صلات لها فى سيناء تأتى فى إطار الصراع بين واشنطن وطهران، واستبعد وجود عناصر إيرانية فى سيناء، مؤكدا أن التنظيمات الموجودة فى سيناء هى تنظيمات سلفية تتكون من أبناء سيناء أنفسهم وبعض العناصر الفلسطينية، واستطرد: «وإن كنت لا أستبعد أن السلاح المهرب عبر سيناء يمول عن طريق إيران». من جانبه رأى الخبير الاستراتيجى اللواء طلعت أبومسلم أن من حق الأمريكيين أن يعبروا عن قلقهم من سيناء، و«يجب علينا أيضا ألا ننكر أن الأوضاع فى سيناء اصبحت غير مستقرة وأن هناك شيئا ما يدبر من قبل عناصر تعلن عن نفسها بين الحين والآخر وهو ما يمثل خطراً على الأمن القومى المصرى». وأضاف أن الحديث عن وجود إيران فى سيناء لا نستطيع نفيه أو تأكيده خاصة أن مصر يعيش بها إيرانيون، وقد يذهبون لسيناء ويشاركون فى أى عمليات، وقد لا يحدث هذا، وكذلك الحديث عن وجود أفراد من تنظيم فى القاعدة وهو الاحتمال الأكبر والأكثر دقة. وذكر «مسلم» أن الحديث عن إمارة اسلامية فى سيناء تعامل معه البعض بنوع من «السخرية» أو عدم الاهتمام، ولكن عندما يصل الامر إلى وجود تنظيمات تصف نفسها بالجهادية فلا نستطيع استبعاد الموضوع أو التعامل معه ب«استخفاف». ونوه بأن معاهدة السلام مع إسرائيل فى حد ذاتها تقيد التحركات المصرية فى سيناء، مشيرا إلى أن الانفتاح مع غزة يعد أمرا ايجابيا ولكن فى حدود ألا يؤثر ذلك على الأمن القومى المصرى.
