■ اتفق معى الخبير الإيطالى الشهير أريجو ساكى خلال العشاء الذى جمعنا أمس الأول على أن مونديال جنوب أفريقيا بلا طعم ولا لون ولا رائحة.. سقط خلاله المدربون العظماء.. ونجوم المنتخبات الكبار.. ولم يقدم لنا نجماً جدياً مثلما حدث فى البطولات السابقة مثل بيليه ومارادونا وباولو روسى.. لكن ساكى أبدى إعجابه بالتغطية المميزة لقناة الجزيرة للمونديال، وقال إنه لم يكن يتوقع وجود قناة عربية لديها مثل هذه الإمكانيات وهذا الفكر.. تحدثنا عن الدور الإيجابى للإعلام فى البطولة، واتفقنا على أن المشاهد يرغب فى الحصول على المعلومة أو الخبر الجديد، ولا يبحث عن الإثارة والمشاكل والأزمات. سأحدثكم بصراحة، لكنى لا أرغب أن يغضب منى أحد مثلما غضب الكابتن مجدى عبدالغنى عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة عندما انتقدت أسلوبه فى قضية اللاعب محمد ناجى جدو.. حيث اعتقد أننى أهاجمه على المستوى الشخصى رغم أننى لم أتعرض إلى شخصه، وإنما تعرضت إلى سياسته التى تضر بنادى الزمالك.. وهنا أوجه سؤالى للمواطن المصرى: إيهما أفضل بعد أن اقترب المونديال من الانتهاء أن تتابع إعلاما يقدم لك المعلومة والخبر بعيداً عن الصراعات والمشاكل الشخصية.. أم إعلاما يختلق المشاكل ويحرض على «الخناقات»، أنا على يقين بأن جماهير الكرة المصرية بمختلف انتماءاتها تحترم من يحترمها.. وتقدر من يقدرها.. وتقاطع من لا يحترمها أو يستخف بعقولها سواء كان إعلامياً أو مسؤولاً أو لاعباً أو مدرباً. وبالتالى أطالب أولاً الإعلاميين بالابتعاد عن المشاكل الشخصية فى تناول القضايا وأخبار الأندية.. فقناة الجزيرة احترمت عقل المشاهد وقدمت له الأفكار المختلفة والبرامج المميزة، وركزت على المباريات فقط، وعلى أخبار المونديال دون الإساءة للآخرين. فلم أشاهد مذيعاً ينتقد زميله فى نفس القناة أو فى قناة أخرى، رغم أنهم من دول مختلفة، وأتحدث هنا عن هشام الخلصى وأيمن جادة والأخضر بريش ومحمد الكوارى فكلهم محترمون يمتلكون اللغات والمعلومات التى تؤهلهم لإدارة حوار جيد ومفيد أمام أكبر خبراء العالم.. ولم يفكر أحدهم ولو لمرة فى الإساءة للآخر حتى يظهر أنه الأفضل أمام المشاهدين، وحتى فى الجلسات الخاصة لم يسئ أحدهم إلى آخر كما أن الزميلين على محمد وحاتم بطيشة يعدان واجهتين مشرفتين للإعلام وللتعليق المصرى. ■ على المستوى الشخصى تعلمت خلال فترة وجودى فى جوهانسبرج كيف يكون الإعلام.. الإعلام ليس صراعات وخناقات كماذكرت.. الإعلام هو احترام لعقلية المواطن المصرى ودعونى أقتبس شعار «المصرى اليوم» بأنها جريدة احترمت القارئ فاحترمها.. فالرسالة الحقيقية للإعلام هى أن تحترم المواطن حتى يحترمك، وألا تخفى الحقيقة دون الإساءة للآخرين. ■ بدأت أجواء المونديال تختفى من جنوب أفريقيا برحيل معظم المشجعين، لكن يبقى أن جنوب أفريقيا اكتسبت احترام العالم بالإبهار وجمال الطبيعة والتنظيم الجيد للبطولة ونجاحهم فى تلاشى السلبيات فى وقت قصير.