فى عام 1919 وفى ظل رفض رجال السياسة من الوطنيين فى مصر تشكيلاً وزاريا كمطلب وطنى عام، قبل يوسف وهبة باشا تشكيل الوزارة، وكان قبلها وزيراً، فاعتبرته القوى الوطنية خارجاً على الإجماع الوطنى، فخطط تنظيم «اليد السوداء» لاغتيال يوسف وهبة باشا وحين بادر جميع أفراد التنظيم بإعلان استعداده للقيام بمثل هذه المهمة الوطنية قام طالب أسمر نحيف بكلية الطب، وقال لن يقوم أحد بالمهمة غيرى ولم يكن هذا سوى الطالب القبطى «عريان يوسف سعد» وكان مبعث إصراره على القيام بهذه المهمة أنه قبطى ورئيس الوزراء يوسف وهبة باشا قبطى وأن قيامه بهذه المهمة لن يمكن سلطات الاحتلال من استخدام حادث الاغتيال كورقة لإثارة القضية الطائفية إذا تم اغتيال يوسف وهبة باشا على يد مسلم. وفى الموعد المقرر وعلى مقهى ريش وفى شارع سليمان باشا جلس «عريان» فى انتظار إشارة من زميل له بمرور موكب يوسف وهبة باشا وما إن تلقى الإشارة حتى بادر بتنفيذ المهمة التى لم ينجح فيها وجرت مواجهة فى مكتب يوسف وهبة باشا مع عريان يوسف سعد الذى برر قيامه بالمهمة بأن الاغتيال كان بسبب خروج وهبة باشا على الاجماع الوطنى وبعد 91 عاماً أصدر حفيد عريان يوسف سعد مذكرات جده وجرى الاحتفال بموقع «الحادث» مقهى ريش بتوقيع الكتاب، غير أن الجديد فى الموضوع أن حفيدة رئيس الوزراء الأسبق «الدكتورة» فوزية أسعد كانت حاضرة حفل التوقيع بعدما باعدت 91 عاماً بين طرفى العداوة.