قرر 675 من بدو مطروح المصابين بسبب انفجار الألغام المزروعة فى أراضيهم منذ الحرب العالمية الثانية، مقاضاة الحكومة البريطانية المسؤولة عن زرع نحو 16.8 مليون لغم على أرض المحافظة، أمام القضاء المصرى، ويعكف عدد من المحامين المصريين، بينهم نقيب محامى مطروح على إعداد أوراق الدعوى. وقال العمدة عبدالرحمن عطية، رئيس جمعية الناجين من الألغام: «نعمل على تجهيز مذكرة لملاحقة بريطانيا بسبب الخسائر البشرية والمادية التى لحقت ببدو مطروح من جراء زرع الألغام بأراضينا». وأكد ممدوح الدربالى، نقيب محامى مطروح، أن المطالبة بحقوق البدو المضارين من الألغام «تأخرت كثيراً»، مشيراً إلى أن دول الحلفاء والمحور سبق أن تجاهلت مطالبات من الحكومة المصرية بالحصول على نسخ من الخرائط التى توضح أماكن زرع الألغام بالصحراء الغربية. وأوضح أحمد عامر، أمين عام جمعية الناجين من الألغام، أن الجمعية تقدمت بمذكرة إلى الأمير أندرو، النجل الثانى للملكة البريطانية إليزابيث الثانية، خلال زيارته الأخيرة إلى مقابر العلمين فى أكتوبر الماضى، لتوضيح الأضرار التى تعرضت لها مطروح من جراء الألغام التى زرعتها بلاده، و«طالبنا بضرورة رفع هذه الألغام، إلا أننا لم نتلق رداً»، مشيراً إلى أن الجمعية حاولت رفع القضية أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان إلا أنها طالبتهم بالتقدم إلى القضاء الوطنى أولاً. فى سياق متصل، وصفت صحيفة «جارديان» البريطانية منطقة صحراء العلمين بأنها «الأرض التى يبحث فيها ضحايا الألغام عن العدالة»، وأضافت فى تقرير لها، أمس، أن لجوء البدو لمقاضاة بريطانيا خطوة «لم يسبق لها مثيل»، إلا أن فرصتهم فى الفوز «ضئيلة»، موضحة أن القانونيين الذين قبلوا ذلك التحدى يعتقدون أنها ربما تكون خطوة أولى نحو إجبار بريطانيا على تقديم تعويضات مالية لأولئك الذين عانوا على يد جيشها، على غرار ما فعلته إيطاليا مع ليبيا.