تباينت ردود الفعل الفلسطينية، حول ما أثير مؤخراً عن وجود رفات جنود مصريين، تحت النصب التذكارى للشهداء، الذى أقدمت بلدية خان يونس، التابعة لحركة «حماس»، على نقله من وسط المدينة، وفيما نفت البلدية وجود رفات مصريين أسفل النصب، أكد كاتب فلسطينى معروف وجود رفاتهم، وأنهم دفنوا بالمكان، عقب استشهادهم فى حرب 1967. قال مدير عام بلدية خان يونس، المهندس محمد الأغا: إن «الأهالى» الفلسطينيين والحكومة المصرية نقلوا جثامين الشهداء فى أعقاب مجزرة 1956، التى استمرت أسبوعاً حيث وورى الشهداء الفلسطينيون والمصريون والعرب، الثرى كل فى موقعه، بعيداً عن المكان الحالى. وأوضح: إن البلدية لم تزل نصب الجندى المجهول، لكنها أزاحته مسافة لا تزيد على 10 أمتار، بعد مشاورات ودراسات دوائر البلدية المختصة، بهدف تحسين المظهر العام لساحة وسط المدينة، مؤكداً أن الخطة التطويرية المستقبلية تشمل إقامة معلم تذكارى لتخليد شهداء خان يونس. فى المقابل، أكد الكاتب الفلسطينى المعروف عدلى صادق، أن ساحة وسط خان يونس، التى يقع فيها النصب التذكارى، يرقد تحتها فى قبر جماعى نحو 60 شهيداً مصرياً سقطوا فى عدوان 1967. وقال: «كنت رأيت دفنهم بأم عينى عندما كنت طفلاً صغيراً» - على حد قوله. وأضاف صادق: «الوعى الجمعى الفلسطينى يعلم أن هناك رفات شهداء عرب، بذلوا حياتهم على طريق فلسطين»، وطالب فى مقال له كل من يعنيهم الأمر بالتدخل، «لوقف محاولة حماس بناء ما سماه «دكاكين» للتأجير بهدف استحداث خط جباية تمويلى جديد». وتابع: «النصب التذكارى الذى كان بمثابة شاهد القبر الجماعى، يمكن التقاط صورة له لكى يعرف الناس، ماذا تساوى ذكرياتنا، وماذا يساوى تاريخنا وتذكارات وعينا الوطنى والقومى». وأبدى «صادق» استهجانه من تحول النصب التذكارى للشهداء العرب، الذين قال: إنهم ماتوا غرباء، «إلى ما يشبه عش دجاج» مهشم، منزوعة كسوته وتساءل: كيف أقيمت الدكاكين فوق الرفات. وفى الوقت الذى جدد فيه مدير عام بلدية خان يونس، تأكيده أن البلدية ستباشر خلال الفترة القريبة المقبلة أعمال الصيانة والترميم المطلوبة للموقع، وإضافة أسماء شهداء المجزرة الإسرائيلية، بهدف إضفاء البعد التاريخى على المكان، تحولت ساحة الجندى المجهول المعروفة ب«منتزه البلدية»، إلى ساحة جرداء لا يظهر فيها سوى الرمال الصفراء، بينما تم هدم الأجزاء السفلية من النصب التذكارى الذى كان يزين المكان، وتم وضع الجزء العلوى منه على 4 كتل أسمنتية فى الجانب الشمالى من الساحة. وفى سياق متصل، وصفت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، قيام بلدية خان يونس، بإزاحة النصب التذكارى للجندى المجهول ب«الإساءة إلى صرح يحمل رمزية وطنية وعربية، ويحمل الوفاء لكل من قدم روحه دفاعاً عن الوطن». وأضافت فى بيان: «تفاجئنا بلدية خان يونس بإزالة النصب التذكارى للجندى المجهول، الذى يمثل لفتة وطنية تجاه من قدم روحه من أجل وطننا فلسطين». وطالبت الجبهة، المجلس البلدى فى خان يونس بإعادة النظر فيما قامت به، وترميم النصب فوراً لإعادة الاعتبار الوطنى له.