لا يزال الشأن السوري يحظى بقدر كبير من صفحات الشؤون الدولية في الصحف البريطانية، حيث أفردت جانبًا من تقاريرها الإخبارية لتطورات الأحداث في مدينة حلب. وحسبما نقلته هيئة الإذاعة البريطانية «BBC» على موقعها الإلكتروني، كتبت صحيفة «إندبندنت أون صنداي»، الأحد، تقريرًا تحت عنوان: «الأسد يفقد السيطرة على ثاني أكبر المدن، حيث يؤيد الشيوخُ المتمردون»، يشير إلى أن قبضة الرئيس السوري بشار الأسد بدأت بالتراخي على منطقة أخرى من مناطق تأييده التقليدي. وتضيف الصحيفة أن «معارك الشوارع العنيفة» اندلعت في حلب، ثاني أكبر المدن السورية، لافتة إلى أنه «بينما ظلت القوات الحكومية تصارع للتصدي إلى هجمات المتمردين في شوارع العاصمة دمشق، أدى القتال الكثيف في حلب إلى مضاعفة التهديد لنظام الأسد». وتنقل الصحيفة عن المرصد السوري لحقوق الإنسان الحديث عن وقوع اشتباكات عنيفة بين القوات الأمنية والمتمردين في حلب، وذلك بعد أن أعلن شيوخ المنطقة تأييدهم للمتمردين الذين يحاولون إسقاط نظام الأسد. واعتبرت الصحيفة أن «التحدي» الذي تمثله حلب، يأتي وسط تداول إشاعات بأن القوات السورية تنقل مخزونها من الأسلحة الكيميائية لاستخدامه في «الانتقام للهجوم الجرئ على الدائرة الضيقة المقربة من الأسد»، في إشارة إلى الهجوم الذي أدى إلى مقتل وزير الدفاع ونائبه، الأربعاء الماضي. أما صحيفة «الأوبزيرفر» نشرت تقريرًا بعنوان: «السوريون يفرون من القتال العنيف في حلب»، يشير إلى أن الآلاف من سكان حلب، التي وصفها بالمدينة التاريخية، اضطروا إلى الفرار، بسبب «المواجهات الدامية» بين مسلحي الجيش السوري الحر والجيش النظامي. وتضيف الصحيفة أن ناشطين سوريين بثوا مقطع فيديو، يظهر فرار سكان المدينة في سيارات وحافلات صغيرة في وقت مبكر من السبت، بعد أن حذرت السلطات من أنها ستقصف المناطق التي يسيطر عليها المتمردون. ويصف التقرير حلب بأنها «ثاني أكبر مدينة سورية»، بعد العاصمة دمشق، ويشير إلى أن غالبية سكانها من المسلمين السنة مع وجود أقلية من المسيحيين من مختلف الطوائف. وتوضح الصحيفى البريطانية أن مدينة حلب كانت غائبة إلى حد كبير عن الصراع الذي استمر خلال ال16 شهرا الماضية، لافتة إلى أن القتال فيها يأتي «بعد أسبوع دام بالنسبة إلى الرئيس بشار الأسد»، في إشارة إلى الهجوم الذي استهدف ثلاثة من كبار قادته العسكريين. وترى الصحيفة في تقريرها أن القوات الحكومية التي يقودها بشار الأسد، لا تزال تسيطر على المدن الرئيسية في البلاد، لكنها فقدت السيطرة على غالبية المناطق الريفية.
