وسط تحذيرات وكالة الطاقة الدولية بمخاطر الإمدادات في الشرق الأوسط، استمرت أسعار خام برنت في الارتفاع، لتتجاوز 62 دلارًا للبرميل، وهو ما أرجعه محللون إلى ارتفاع الأسعار كثيرًا من أدنى مستوى لها منذ 6 سنوات. كبير خبراء الاقتصاد لدى وكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، أكد أن ظهور "داعش" شكل تحديًا كبيرًا بالنسبة للاستثمارات الضرورية، لمنع نقص إمدادات البترول في العقود المقبلة، قائلاً إن شهية الاستثمار في الشرق الأوسط تقترب من الصفر أي أنها شبة منعدمة، وهو ما يعود إلى ضبابية الرؤية في المنطقة. وقال المحللون إن ارتفاع الأسعار الأخير ربما يكون مبالغا فيه، وربما تأتي ضغوطات تنازلية من المنتجات البترولية المكررة في الربع القادم. ووفق وكالة رويترز، فإن الطلب على المنتجات المكررة قويا في آسيا، ويستغل منتجي البترول أسعار البترول الخام المنخفضة لسد احتياجاتهم من الوقود وتراكم المخزونات. ربما تكون هناك مبالغة في الزيادات الأخيرة لأسعار النفط.. هذا ما أكده خبراء، حيث قال بنك "ايه ان" في مذكرة: "السوق لديها شكوك متزايدة في هذا الاتجاه الصعودي"، بينما أكد بنك "مورغان ستانلي": "ثمة اجماع في التوقعات لزيادات كبيرة في المخزونات وأن أسواق النفط ستواجه ضغوطاً خلال العام الحالي". من جهة أخرى، ارتفعت أسعار العقود الآجلة للنفط إلى أعلى مستوى لها في نحو شهرين، أكثر من 30 % في الأسابيع الأربعة الأخيرة، بدعم المخاوف بشأن تصاعد الصراع مع تنظيم "داعش" في ليبيا، عضو منظمة (أوبك)، وتهديد بوقف صادرات النفط من منطقة كردستان العراق. وكانت مصر أطلقت ضربات جوية لأهداف تابعة لتنظيم داعش في داخل ليبيا، بعد يوم من بث التنظيم مقطع فيديو يظهر مقاتلي التنظيم وهم يذبحون 21 مصريًا هناك. فيما قال رئيس وزراء إقليم كردستان العراق، نيجيرفان برزاني، إن حكومة الإقليم قد توقف صادرات النفط الخام إذا لم ترسل بغداد حصة الإقليم من الموازنة. بينما قال وزير النفط الكويتي، على العمير، إن تدني مستويات المعروض في أسواق النفط سيدعم الأسعار في النصف الثاني من العام. توقع وزير النفط الكويتي علي العمير أمس، استمرار موجة صعود سعر الخام في النصف الثاني من العام الحالي مع انكماش فائض المعروض العالمي. أكد الوزير الكويتي، أن كل الملاحظات كانت تتكلم عن تحسن في النصف الثاني، ولكننا الآن نشهد هذا التحسن في النصف الأول من عام 2015، قائلاً: إن فائض النفط الحالي "أقل قطعًا" من 1.8 مليون برميل يوميًا، وأنه يتقلص حاليًا وبعض الإنتاج يخرج من السوق. تأتي تلك الخطوة، عقب مكاسب قوية الأسبوع الماضي حققتها أسواق النفط بعد تراجع جديد في عدد الحفارات الأميركية ليعاود برنت صعوده فوق 60 دولاراً للبرميل للمرة الأولى منذ ديسمبر. على رغم ارتفاع الأسعار يقول متعاملون ومحللون إن العوامل الأساس لم تكد تتغير، ما يصعب معه تفسير إنتعاش الأسعار في الأسبوعين الأخيرين. ويعتقدون أن فائض المعروض العالمي نحو مليوني برميل يومياً من النفط الخام.