هموم وحمول اصطحبتها معي في زيارة لقبر الزعيم "ناصر الأمة" ، وحبيب الملايين .. قراءة الفاتحة هي الشمعة التي قررت أن أشعلها في ميلاده ال 97 .. سمعت عنك ياريس لكني لم أسمع منك فقد كنت في المهد صبيًا، فأنا من جيل النكسة، لكني أحببتك كما أحبك الملايين ، وصرت على وعد وعهد صلاح جاهين" "..بنوعدك مهما غبت حنوجدك ومهما مت مصر ح ترجع مرة تانية تولدك".. وقبل أن أفارق قبره كانت السطور التالية "فضفضة" مع الزعيم جمال عبد الناصر . "اجتازت مصر فترة عصيبة في تاريخها الأخير من الرشوة والفساد وعدم استقرار الحكم.." تذكرته ونحن نعيش هذه الأيام على ذكرى مرور 4 سنوات على ثورة يناير ، والتي قامت ضد الفساد ، فهذه الجملة كانت من بيان ثورة 23 يوليه 1952الذي أعلنه الراحل عبد الناصر من دار الإذاعة. السيسي يسير على الدرب .. أجمع عليه الملايين .. فقد وجد فيه معظم المصريين شخصية المخلص الذي أنقذهم من حكم الإخوان الذي لم يكن يعلم نهايته إلا الله، هو يشبهني إلى حد كبير وأتمنى أن يحقق الحلم العربي الذي لم تمهلني السنون من تحقيقه، كان هذا هو الرد المقتضب حول سؤالي عن الرئيس السيسي. هل أخطأنا ياريس عندما آتينا بالإخوان للحكم ؟ أكيد أخطأتم والدليل إنهم كرروا نفس أخطائهم معي ، إن ذكرياتي مع الإخوان مؤلمة للغاية ، فقد اصطدمنا مع حزب الإخوان المسلمين سنة 53 و54 وكانوا يريدون أن يؤثروا على الثورة ويعملوا من أنفسهم أوصياء على الثورة ،وأعلنوا الحرب علينا وأطلقوا عليا الرصاص في الإسكندرية ، يوم 26 أكتوبر سنة 1954، وبدأ الصراع ، واعتقل أعضاء الإرهاب في حزب الإخوان المسلمين، وحُوكموا. في سنة 54 كنا نتفاوض مع الانجليز على الجلاء وكان الاخوان يعقدون اجتماعات سرية مع أعضاء السفارة البريطانية ويقولولون انهم يستطيعون أن يستولوا على السلطة واتفاوضوا معانا ، وفي سنة 53 كنا مخلصين في ان نتعاون مع الإخوان وقابلت المرشد العام ، أول حاجة "قالي يجب أن تقيم الحجاب في مصر وكل واحدة تمشي في الشارع تلبس طرحه، وأنا قولتله إذا الواحد قال هذا الكلام رجعنا لأيام الحاكم بامر بالله وأنا رأيي كل واحد في بيته ينفذ هذا الكلام، قولتله يا أستاذ أنت ليك بنت في كلية الطب ما لبستهاش طرحه ليه، إذا كنت موش قادر تلبس بنت واحدة في الجامعة طرحه عاوزني انزل أنا ألبس 10 ملايين واحدة الطرحة ، وبدأوا التضليل باسم الدين ومحاولة الاغتيال . وفي سنة 64 قبل الدستور قلت عفا الله عما سلف وطلعتهم من السجن وكل واحد يرجع شغله وياخد موقعه، لكن في سنة 65 مسكنا مؤامرة الإخوان الجديدة الجهاز السري وخطط الاتهامات والتضليل وكلام لما الواحد يشوفه يستغرب "يقولوا ان كل الشعب شعب كافر وما حدش مسلم غيرهم طبعا إُعتقلوا واعتقلنا أيضا جميع تنظيمات الإخوان القديمة.. العملية موش عملية اغتيال جمال عبد الناصر ح يطلع ألف واحد زى جمال عبد الناصر ولكن اغتيال الشعب لا يمكن ان نقبله وبدأنا نستعرض حالاتهم كلهم الناس اللي اشتركوا في هذه التنظيمات السرية كلهم ح يتقدموا للمحاكمة واللي أفرجنا عنهم سنة 64 وكانوا يمثلوا رؤوس ح نعتقلهم .. بعد كده الباقيين ح نفرج عنهم ونديهم فرصة تانية .. بعد كده اذا حد تاني لعب بديله ح نعتقله وموش ح نخرجه تاني من المعتقل" . يعني من الآخر – بلغتكم الجديدة- السيسي عمل معاهم الصح . الفلاحين والعمال والناس الغلابة اللي كنت محتضنهم ياريس بقى حالهم يصعب على الكافر.. ياترى إنت شايف ايه؟ انا حزين عليهم جدا .. ثورة 52 قامت علشان تنصفهم وتعيد ليهم كرامتهم وآدميتهم وحقهم في أن يعيشوا حياة كريمة .. واللي زعلني إن اللي بنيته ليهم اتهد .." لقد انتهت دولة الإقطاع وقامت دولة الحرية، لقد انتهت دولة السيطرة وانتهت دولة الأسياد وانتهت دولة العبيد وقامت دولة المساواة. كلنا فى هذا الوطن.. كلنا فى هذه الأرض أحرار، نشعر بالحرية ونشعر بالمساواة، كلنا نتجه إلى المستقبل نشعر بالفرص المتساوية ونشعر بالفرص المتكافئة، كلنا نتجه إلى المستقبل نشعر بالتضامن الاجتماعى ونشعر بالتكاتف الاجتماعى، كلنا نتجه إلى المستقبل بأمل وعزم وإيمان من أجل أبنائنا ومن أجل أحفادنا، ومن أجل أن نعمل لهم؛ حتى يتمكنوا من أن يحصلوا على ما لم نحصل عليه وعلى ما لم يحصل عليه الآباء والأجداد. وحزنت أيضا على خصخصة المصانع "صناعات الحديد ، شركة الأسمدة كيما، ومصانع إطارات السيارات الكاوتشوك، ومصانع عربات السكك الحديدية سيماف، ومصانع الكابلات الكهربائية، ومصانع إيديال ، و..." التي قمت بإنشائها من أجل العامل المصري، لكن عندي أمل إن الرئيس السيسي يعيد ليهم اللي ضاع منهم من بعدي . قلبت عليك المواجع يا ريس سامحني .. حاسك ياريس مشتاق للسيجارة ، دعنا نشعلها على صوت "أمل حياتي" أكيد كانت أيام حلوة عشتها في زمن الفن الجميل كلمني عنها. " يااااااااااااااااااه " رجعتني لأحلى ليلة في عمري ، يوم زفاف بنتي منى الذي أقمته بمنزلي بمنشية البكري ، كان يوماً جميلا .. سيجارة ، وأمل حياتي وسيرة الحب من أم كلثوم ، كانت ليلة مفرحة جدا من الصعب نسيانها ، أما مشكلتي مع السيجارة فقد كانت لا تفارق أصابعي في الحزن والفرح ونصحني الأطباء كثيرا بالابتعاد عنها ، لكن عُمري ما تخيلت حياتي دونها . ومع النفس الأخير تذكرت الملايين التي خرجت في تشييع جنازة الزعيم وقيل أنها من أكبر 10 جنازات على مستوى العالم وبيع بعدها 9 ونصف مليون صوره للزعيم في وقت كان تعداد المصريين 30 مليونا . وفي النهاية أقولك وداعًا حبيب الملايين حتى ألقاك. ناصر