نشرت جريدة المصري بتاريخ 2 أكتوبر 2014 بالصفحة الأولي (المانشيت الرئيسي) 3 مليارات دولارات استثمارات كويتية جديدة وقد جاء في الخبر أن الكويت عرضت ضخ استثمارات عبر القطاع الخاص الكويتي تصل قيمتها الي 3 مليارات دولار خلال 3 شهور . فيما عرضت الحكومة الاماراتية شراء سندات دولارية تكون بديلا عن الوديعة القطرية المستحق سدادها بقيمة 3 مليارات دولار بداية من أكتوبر الجاري في الوقت الذي تواجه فيه قطر ضغوطا خليجية لتأجيل موعد الاستحقاق . واستطرد الخبر أن اجمالي ما حصلت عليه من مصر من قطر في عهد الرئيس محمد مرسى يبلغ 5 مليارات دولار في صورة سندات وودائع بالبنك المركزي، وأضاف الخبر أن مصر طرحت سندات واذون خزانة دولارية في السوق المحلية في نوفمبر 2011 ولخمس مرات كان آخرها في يونيو 2012 لأجل عام بقيمة 526 مليون دولار ليصل رصيد تلك السندات الي 1.9 مليار دولار انتهي الخبر يضاف الي ذلك ما ورد بوسائل الاعلام من أن ماوصل مصر من دول الخليج منذ 30 يونيو 2013 حتي الآن ما يزيد علي 20 مليار دولار بخلاف المواد البترولية التي لم يعلن عن قيمتها وهل هي هبة من دول الخليج أم هي علي النوتة وربما لا تدفع مستقبلا . علاوة علي صفقة الأسلحة مع روسيا والتي أعلن مرة عن أن قيمتها 3 مليارات دولار ومرة أخري أعلن عن قيمتها 5 مليارات دولار وحقيقة الرقم الغائبة واذا كانت حمرة الخجل لدي أشقاؤنا في دول الخليج زيادة عن الحد أين حمرة الخجل لدينا ؟ وهل سنظل هكذا نطلب منهم الدفع دائما وأبدا أموال بالدولارات ومواد بترولية والدفع للغير ثمن صفقات سلاح أو استثمارات لمشروعات غير مدروسة لتنفيدها في مناخ غير ملائم للاستثمار وحتي لا يكون الكلام مرسلا فمن هذا المستثمر الذي سوف يخاطر بأمواله في دولة حكومتها المتعاقبة عجزت عن حل المشاكل الرئيسية التي تطرد الاستثمار أهمها كثرة تغيير القوانين أيضا زيادة الأسعار مما يدمر دراسات الجدوي للمشروعات والأخطر وهو مشكلة الطاقة ولابد من الاعتراف بأن هناك أزمة طاقة طاحنة ممتدة الي عدة سنوات قادمة في حالة ما أن نبدأ في حلها من الآن بحلول عملية وليس بحلول اعلامية ببيع الوهم بأن هناك طاقات متجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح فكل ما ينشر في وسائل الاعلام هو ضحك علي الدقون وعلي الاعلام أن ينشر الحقيقة علي لسان المتخصصين وليس علي لسان أشخاص لا يعرفون الفرق بين الألف وكوز الدرة وما دام هناك أزمة طاقة فسيظل انقطاع الكهرباء لمدة سنين فكيف يمكن لمستثمر أن ينفذ مشروعا وكذلك يضمن استمراره في العمل هناك مشكلة كبري وهي المرور فكيف سيتحرك المستثمر ومن يعملون معه في الحركة داخل مدينة المرور متوقف فيها تماما الآن وهل الحكومات المتعاقبة التي عجزت عن حل هذه المشكلة هي حكومات عاجزة أم أن لها غرض في نفس يعقوب . مشكلة أخري لا تحتاج لعملة صعبة في حلها وهي مشكلة القمامة في جمعها وفي نقلها وفي الاستفادة منها كما تفعل معظم الدول . وهل الحكومات المتعاقبة علي مدار عقود من الزمن فشلت في حل مشكلة القمامة تطلب من المستثمرين الحضور الي مصر والمخاطرة باموالهم في بلد طالرد لللاستثمار واذا استمرينا علي هذا المنوال فلن تستطيع دول الخليج الاستجابة لمطالب شعب يلهث للوصول الي مائة مليون نسمة في أقرب فرصة وليس أمام دول الخليج الا طلب الهجرة الي كندا حتي لا يطالبهم أحد بطلبات لا تنتهي وليس هناك بصيص امل في التخفيف من هذه الطلبات ولا سيما أن هذه المطالب من شعب له حضارة سبعة آلاف سنة ويتغني بها ليل نهار . شعب له موقع فريد بين دول العالم يتوسط ثلاث قارات وهبه الله النيل ويقع علي البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر. وهبه الله جوا معتدلا وسماء صافية وبعيدا عن الزلازل والبراكين والاعاصير وهبه الله أرضا منبسطة تجري فيه قناة السويس شريان التجارة العالمي منحه الله ثروات معدنية لم يستغلها حتي الآن . الشعب الذي بني الأهرامات وأبو الهول والمعابد الفرعونية . مصر التي كانت سلة القمح لغداء الدولة الرومانية مترامية الاطراف. مصر التي هزمت التتار والتي طردت الصليبيين مصر التي كانت الملاد الآمن للعرب والاوروبيين في فترات مختلفة. مصر التي كانت مهدا للأدب وللفنون علي مدار التاريخ . مصر التي كانت جادبة للبشر جميعا أصبحت طاردة حتي لأبنائها فصاروا يهاجرون منها هربا ويموتون في البحار ويتوهون في الفيافي والقفار. من أوصلها الي هذا الحال بعد أن كانت بلد الرفاهية، والتقدم صارت تستجدي قوت يومها هذا سؤال يجب علي كل مصري أن يسأل نفسه بكل تجرد حتي يصل الي الاجابة الصحيحة لا يستمع الي بعض وسائل الاعلام التي تقدم للناس المطبلاتية وكذابين الزفة والذين يشوهون التاريخ لصالح حفنة من الجنيهات مستخدمين وسائل التعتيم والتضليل والتدليس . وحتي نخرج من الحالة المتردية التي نعيش فيها حاليا ونعتمد علي أنفسنا وليس علي غيرنا كما كنا في السنين الخوالي وتعود مصر لمكانتها اللائقة بها قبل تلك السنين العجاف فقد يقلع الاخوة في دول الخليج عن طلب الهجرة الي كندا ويستريحوا من عناء كثرة طلبات الشقيقة الكبري مصر. اللهم اهدنا جميعا سواء السبيل انك سميع مجيب الدعاء يارب العالمين المشهد.. لا سقف للحرية المشهد.. لا سقف للحرية