كشفت مصادر سياسية يمنية اليوم الأحد أن علي سالم البيض - نائب الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح ورئيس اليمن الجنوبي سابقا - سوف يصل إلى العاصمة السعودية الرياض، خلال الأيام القليلة المقبلة، لافتة إلى أن زيارة البيض إلى الرياض ستتم في ضوء دعوة رسمية سعودية، وأن الزيارة تسبق لقاء جنوبيا مصغرا في الخارج لعدد من القيادات. وتوقعت المصادر السياسية ذاتها – بحسب صحيفة الشرق الأوسط - أن يجمع لقاء مشترك في الرياض بين الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وعلي سالم البيض لتدارس التطورات الراهنة. وقد سبق وأن سرت أنباء عن عقد مؤتمر يضم بعض القيادات الجنوبية اليمنية في الخارج، وقيادات من مجلس الحراك الثوري بالإمارات مارس الماضي، ولكن كشف قيادي في الحراك الجنوبي عن رفض سعودي للمؤتمر الجنوبي الذي سيعقد في العاصمة الإماراتية أبوظبي ويضم بعض القيادات الجنوبية في الخارج والداخل وعلى رأسهم علي سالم البيض وعلي ناصر محمد وحيدر أبوبكر العطاس. وقال أحمد الربيزي مدير مكتب علي سالم البيض: " كان مقرراً لهذا المؤتمر أن يُعقد في الرياض وتم إلغاؤه". يذكر أنه بالرغم من انتهاء أزمة انفصال الجنوب وما كان يسمى "اليمن الجنوبي" برئاسة "علي البيض" واليمن الشمالي برئاسة "علي عبد الله صالح"، منذ 1990 وإعلان الجمهورية اليمنية الحديثة الموحدة المعروفة بصورتها اليوم، وعاصمتها «صنعاء»، على أن يتولى المخلوع "صالح" رئاسة الجمهورية الجديدة ويتولى "البيض" منصب نائب الرئيس، إلا أنه تتجدد بين الحين والآخر مطالبات الانفصال في اليمن الجنوبي، فقد عاد «سالم البيض» إلى عدن في عام 1992م احتجاجًا، وتلى ذلك حرب أهلية دموية قصيرة لاستقلال الجنوب في عام 1994م. وانتهت تلك الحرب بانتصار الشمال وتوطيد صالح لسيطرته، وهرب سالم البيض إلى سلطنة عمان، واستمرت معاناة الجنوب من التهميش. كما تجددت مطالب الاستقلال التام عن اليمن الموحّد أو على الأقل الحصول على الحكم الذاتي الإقليمي من قبل «الحركة الانفصالية الجنوبية» أو يا تعرف باسم «الحراك الجنوبي». وتمّ ترتيب مظاهرات قوية فبراير الماضي - تزامنا مع الذكرى ال47 لاستقلال اليمن الجنوبي- من قبل الانفصاليين الجنوبيين في ساحة «العروض» بمدينة «عدن» لتتشابه مع أنشطة يوم الاستقلال 1967م لتجذب حشدًا بلغ عدده حسب بعض التقديرات عشرات الآلاف، رفعوا أعلام أشبه بأعلام اليمن الجنوبي قبل الوحدة في عام 1990م، وأعلن المتظاهرون صراحة رفضهم جهود صنعاء الرامية لإبقاء الجنوب تحت السيطرة، رافعين لافتات تُعلن رفضهم المغادرة قبل تحقيق الاستقلال. كما شدد "الحراك الثوري الجنوبي" في اليمن، على مطالبه "باستقلال" جنوب البلاد، معربا عن رفضه لدعوة زعيم الحوثيين الشيعة، عبد الملك الحوثي، وقتها للحوار، إذا لم تقترن باحترام "إرادة الشعب في الجنوب". وقالت "رئاسة المجلس الأعلى للحراك الثوري السلمي لتحرير واستقلال الجنوب"، في مارس الماضي وقبيل عاصفة الحزم، إنها ترفض دعوة الحوثي ب"الاسراع في معالجة القضية الجنوبية وحلها حلا عادلا ومنصفا"، مؤكدة أن "شعب الجنوب العربي لم ولن يقبل الوصاية عليه من أي كان في الخارج أو الداخل لا يمثل قضيته العادلة والمشروعة المتمثلة بهدف التحرير والاستقلال". فهل يتجدد الحديث عن انفصال للجنوب في المعادلة السياسية اليمنية الجديدة؟ وعلى أرض السعودية؟ وقد زعمت صحيفة محلية يمنية مارس الماضي أيضا أن السفير السعودي في اليمن «محمد سعيد آل جابر» أبلغ الرئيس «عبدربه منصور هادي عن دعم بلاده لانفصال جنوب اليمن، في الوقت الذي أثارت فيه تصريحات وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل وقتها والتي تحدث فيها عن اليمن الجنوبي جدلا واسعا في اليمن، واعتبرها البعض مؤشرا علي قبول السعودية بانفصال اليمن الجنوبي إذا استمر احتلال الحوثيين ل«اليمن الشمالي. ونقلت صحيفة حديث المدينة في عددها الصادر في 10 مارس، عن مصادر قولها إن السفير التقى أواخر الأسبوع الفائت بعدد من مشايخ محافظاتمأرب والجوف والبيضاء بعدن، حيث أكدّ لهم دعم بلاده لهم بالسلاح والمال لقتال الحوثيين، كما أبلغهم أن الرياض ستدعم انفصال جنوب اليمن في حال قام الشمال بالهجوم على الجنوب، بحسب تعبيره. وربط مراقبون بين هذه التصريحات المنسوبة للسفير السعودي باليمن، وبين تصريحات وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الأمريكي قال فيها: إن دول الخليج سعيدة بمجيء الرئيس اليمني إلى اليمن الجنوبي. حيث تساءل مراقبون عن الغرض من استخدام الفيصل لمصطلح اليمن الجنوبي، وهل كان ذلك بمثابة اعتراف سعودي بتقسيم اليمن كما ذهبت إليه مواقع إعلام يمنية، أم أنه لا يخرج عن كونه مجرد خطأ غير مقصود وزلة لسان من الفيصل؟. وسارع مسؤول في وزارة الخارجية السعودية بإيضاح تصريحات الفيصل وقال إن الوزير الفيصل عندما أشار في مؤتمره الصحفي المشترك الأخير مع وزير خارجية الولاياتالمتحدة إلى انتقال الحكومة الشرعية للجمهورية اليمنية إلى اليمن الجنوبي، كان يعني تحديدا انتقال الحكومة الشرعية إلى مدينة عدنالجنوبية وذلك بعد تمسك الحوثيين بالسلاح في العاصمة صنعاء. يذكر أن للجنوب أهمية اقتصادية كبرى بالنسبة لليمن، فبحسب تقديرات صندوق النقد الدولي فإن إنتاج الغاز والنفط يشكّل 60% من إيرادات الحكومة العامة، وأكثر من 90% من عائدات التصدير، ومن المرجح ألا تسمح حكومة صنعاء لأي حركة انفصالية تهدد تلك الإيرادات في ظل وجود أكبر احتياطيات للنفط في البلاد في محافظة حضرموتالجنوبية.