دعت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية اليوم، الإثنين، روسيا لاتخاذ إجراء صارم لوقف ما أطلقت عليه "مذابح الأسد"، وذلك عقب المذبحة التي ارتكبها النظام السوري في مدينة الحولة يوم الجمعة الماضية وأسفرت عن مقتل العديد من السوريين، من بينهم عدد كبير من الأطفال. واعتبرت الصحيفة -في إفتتاحية لها أوردتها على موقعها الإلكتروني- أن روسيا تحمل مفتاح الحل لاتخاذ أى إجراء حاسم لحل الأزمة السورية، فعلى الرغم من رفضها لقرار الأممالمتحدة السابق، وافقت على مهمة مندوب الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان، الأمر الذي يبدو وكأنها على استعداد لتأييد الوضع السوري بدون وجود الأسد. وقالت إن سوريا لا تزال أكبر عملاء موسكو في شراء الأسلحة، حتى أن روسيا رفضت توقيع العقوبات التي فرضت من قبل الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي على سوريا. ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أنه حتى مع نفى السلطات السورية مسؤوليتها عن مذبحة الحولة، وإلقائها اللوم على الإسلاميين والإرهاب، إلا أنهم أقروا بمقتل نحو90 شخصا ومن بينهم أكثر من ثلاثين طفلا، في إشارة إلى اتهام نشطاء المعارضة للمسلحين الموالين لنظام الأسد بارتكاب هذه المذبحة. ووصفت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية مذبحة الحولة بأنها تشكل أسوأ حادث عنف يقع منذ 14 شهرا في سوريا، وقالت إن موجة القتل -رغم أن الحقيقة الكاملة بشأن مرتكبها لم تتضح بعد- تأتي عقب الاستخدام المفرط للأسلحة الثقيلة من قبل الجيش النظامي ضد محتجين في بلدة قريبة من معقل المقاومة في حمص. وأضافت أن هذه المذبحة التي تصنف على أنها جريمة حرب، ربما تشكل نقطة تحول في الصراع السوري، بحيث تعمل على إحياء المعارضة التي تبدو منقسمة على نفسها، بالإضافة إلى أنها قد تذكر العالم بالأعمال المروعة التي قد يلجأ إليها الأسد من أجل الاحتفاظ بالسلطة. وتابعت الصحيفة قولها إن الناشطين الذين بثوا صور الضحايا على الإنترنت كان من الواضح أنهم يظهرونها على أنها ليست مجرد أدلة على الجرائم، ولكن يظهرونها "كصرخة احتجاجية" قد تحرج الرأي العام العالمي لتقديم الدعم العسكري وليس المعنوي فقط. وأوضحت "الإندبندنت"، فى ختام مقالها، أن الإجراء المناسب في الوقت الحالي يتمثل في إعطاء الأولوية لمهمة كوفي عنان، وليس في التدخل العسكري الذي تدعو إليه بعض الدول وتعتبره الصحيفة "غير واقعى" لأن سوريا ليست كوسوفا أو ليبيا. وأشارت إلى أن سوريا بلد كبير يقع في منطقة شديدة التقلب -بسبب إنقسام المعارضة على نفسها- وقد تنزلق نحو حرب أهلية..لافتة إلى أن أي تغيير في السلطة يجب أن يتم من خلال السوريين أنفسهم.