أكد المهندس عبد الله غراب وزير البترول والثروة المعدنية أن الإجراء الذى تم بشأن عقد تصدير الغاز لإسرائيل لا يخرج عن كونه خلافًا تجاريًا ولا تحكمه اي اعتبارات سياسية ولا يعكس أي توجهات سياسية. وقال إن العقد الموقع بين الهيئة المصرية العامة للبترول والشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية، مع شركة غاز شرق البحر المتوسط، وهى شركة منشأة طبقًا للقانون المصرى يتيح لمصر اتخاذ إجراء إلغاء العقد فى حالة إخلال أحد الأطراف بنصوصه وهو ما حدث من الشركة الإسرائيلية. وفى سياق متصل وصفت مصادر أمنية بشمال سيناء قرار منع تصدير الغاز لإسرائيل بأنه يأتي في إطار مجموعة من الإجراءات التي تقوم بها مصر للحد من التوتر الأمني بسيناء خاصة مع وجود تهديدات تستهدف القيام بعمليات إرهابية ضد مقارات أمنية بالمحافظة وإصرار التنظيم الملثم على تفجير خط الغاز لمنع تصديره إلى إسرائيل. القرار المصري جاء مع قرب الاحتفالات المصرية بأعياد تحرير سيناء يوم الأربعاء المقبل لتهدئة التوتر الأمني خاصة مع ورود بعض المعلومات التي تؤكد استهداف بعض المقارات الأمنية ما اضطر السلطات المصرية إلى اتخاذ إجراءات أمنية لم تشهدها المحافظة من قبل حيث تم إغلاق الطرق المؤدية إلى مقارات المخابرات ومديرية أمن شمال سيناء عن طريق وضع المتاريس الرملية، كما تم تعزيز أعداد القوات والعربات المدرعة حول هذه المقارات بأعداد كبيرة. ونقلت وكالة "ANA" الإخبارية عن المصادر الأمنية قولها إنه تم بالفعل تشديد الإجراءات الأمنية حول جميع المقارات الأمنية كإجراء احترازي يتم مع قرب الاحتفالات المصرية بذكرى تحرير سيناء، وأن هذه الإجراءات يتم إتباعها منذ تفجيرات شرم الشيخ التي وقعت في الخامس والعشرين من أبريل عام 2005. وقال مسئول أمني رفيع المستوى أن منع تصدير الغاز لإسرائيل سينهي جزءًا كبيرًا من التوتر داخل سيناء، وإنه على الأقل سيمنع التفجيرات التي كانت تتم من وقت لآخر للأنبوب. وأضاف أن القرار أيضًا سيخفف من الأعباء الأمنية على القوات الشرطية المتواجدة بسيناء والتي كان يتوجه جزء كبير منها لحماية الأنبوب والمحطات الخاصة به. وقالت المصادر الأمنية ان المحافظة تشهد توترًا أمنيًا آخر مع إعلان عدد من النشطاء بشمال سيناء اعتزامهم التوجه إلى صخرة ديان وهى النصب التذكاري الإسرائيلي المقام على ارض سيناء لتخليد ذكرى جنودها حيث يعتزم النشطاء المصريون طلائه بألوان العلم المصري خاصة مع رفض السلطات المصرية إزالته. وتقول السلطات المصرية أن الأنصاب التذكارية بسيناء لا يمكن إزالتها حيث تنص اتفاقية السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل في فقراتها الثامنة على احترام النصب التذكارية للحرب على ان يتولى كل طرف حفظ النصب التذكارية المشيدة للحرب في حالة جيدة وسوف يتم السماح بالدخول لمثل هذه الآثار. وصخرة ديان موجود بالشيخ زويد وهى عبارة عن قطعة صخرية الجزء الاسفل منها عريض والعلوي مدبب جلبتها إسرائيل من جبل موسى ونحتت الصخرة على شكل خريطة فلسطين بالمقلوب وتبدو لمن يراها من بعيد أنها امرأة بدوية بالزي البدوي وكتبت إسرائيل شعار سلاح الجو الإسرائيلي وأسماء خمسة عشر عسكريًا إسرائيليًا كانت قد سقطت بهم طائرة تجسس أثناء حرب الاستنزاف في هذه المنطقة على الصخرة ووضعت النصب على ربوة عالية على بعد 20 مترًا من شاطئ البحر. وتحاول مصر التخفيف أيضًا من حدة التوتر داخل سيناء بإتمام صفقة تبادل السجناء المصريين بالجاسوس الإسرائيلي داخل مصر عودة سليمان الترابين خلال هذا الأسبوع حسب الوعود التي حصل عليها ذويهم بعد قطعهم الطريق الأوسط واحتجاز حافلتين تقلان 65 ضابطًا وجنديًا من قوات حفظ السلام لعدة ساعات.