وصفت مصادر أمنية بشمال سيناء قرار السلطات المصرية بمنع تصدير الغاز لإسرائيل، بأنه يأتي في إطار مجموعة من الإجراءات التي تقوم بها مصر للحد من التوتر الأمني بسيناء خاصة مع وجود تهديدات تستهدف القيام بعمليات إرهابية ضد مقارات أمنية بالمحافظة وإصرار التنظيم الملثم على تفجير خط الغاز لمنع تصديره إلى إسرائيل . القرار المصري جاء مع قرب الاحتفالات المصرية بأعياد تحرير سيناء يوم الأربعاء المقبل لتهدئة التوتر الأمني خاصة مع ورود بعض المعلومات التي تؤكد استهداف بعض المقارات الأمنية، مما اضطر السلطات المصرية إلى اتخاذ إجراءات أمنية لم تشهدها المحافظة من قبل حيث تم إغلاق الطرق المؤدية إلى مقارات المخابرات ومديرية أمن شمال سيناء عن طريق وضع المتاريس الرملية، كما تم تعزيز أعداد القوات والعربات المدرعة حول هذه المقارات بأعداد كبيرة. وقالت مصادر أمنية أنه تم بالفعل تشديد الإجراءات الأمنية حول جميع المقارات الأمنية كإجراء احترازي يتم مع قرب الاحتفالات المصرية بذكرى تحرير سيناء، وأن هذه الإجراءات يتم إتباعها منذ تفجيرات شرم الشيخ التي وقعت في الخامس والعشرين من ابريل عام 2005. وقال مسؤول أمني رفيع المستوى أن منع تصدير الغاز لإسرائيل سينهي جزءا كبيرا من التوتر داخل سيناء، وانه على الأقل سيمنع التفجيرات التي كانت تتم من وقت لآخر للأنبوب. وأضاف أن القرار أيضا سيخفف من الأعباء الأمنية على القوات الشرطية المتواجدة بسيناء والتي كان يتوجه جزء كبير منها لحماية الأنبوب والمحطات الخاصة به. وقالت المصادر الأمنية ان المحافظة تشهد توترا أمنيا آخر مع إعلان عدد من النشطاء بشمال سيناء اعتزامهم التوجه إلى صخرة ديان وهي النصب التذكاري الإسرائيلي المقام على ارض سيناء لتخليد ذكرى جنودها حيث يعتزم النشطاء المصريين طلائه بألوان العلم المصري خاصة مع رفض السلطات المصرية إزالته. وتقول السلطات المصرية أن الأنصاب التذكارية بسيناء لا يمكن إزالتها حيث تنص اتفاقية السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل في فقراتها الثامنة على احترام النصب التذكارية للحرب على ان يتولى كل طرف حفظ النصب التذكارية المشيدة للحرب في حالة جيدة وسوف يتم السماح بالدخول لمثل هذه الآثار. وصخرة ديان موجود بالشيخ زويد وهو أشهر وهي عبارة عن قطعة صخرية جزءوها السفلي عريض والعلوي مدبب جلبتها إسرائيل من جبل موسى ونحتت الصخرة على شكل خريطة فلسطين بالمقلوب وتبدو لمن يراها من بعيد على أنها امرأة بدوية بالزي البدوي وكتبت إسرائيل شعار سلاح الجو الإسرائيلي وأسماء خمسة عشر عسكريا إسرائيليا كانت قد سقطت بهم طائرة تجسس أثناء حرب الاستنزاف في هذه المنطقة على الصخرة ووضعت النصب على ربوة عالية على بعد 20 مترا من شاطئ البحر . وتحاول مصر التخفيف أيضا من حدة التوتر داخل سيناء بإتمام صفقة تبادل السجناء المصريين بالجاسوس الإسرائيلي داخل مصر عودة سليمان الترابين خلال هذا الأسبوع حسب الوعود التي حصل عليه ذويهم بعد قطعهم الطريق الأوسط واحتجاز حافلتين تقلان 65 ضابطا وجنديا من قوات حفظ السلام لعدة ساعات. وتقول السلطات المصرية انه سيتم مبادلة الترابين بنحو 63 سجينا مصريا لا زالوا داخل السجون الإسرائيلية وكان من المفترض أن تشملهم صفقة التبادل التي تمت بين مصر وإسرائيل في أغسطس الماضي وتم بموجبها إطلاق 25 سجينا مصريا مقابل الجاسوس الإسرائيلي الأمريكي إيلان جرابيل.