بمنطق الساكت عن الحق شيطان أخرس ، وجد الزميل كارم يحيي الكاتب المعروف على صفحات " الأهرام " أن الواجبين ؛ الوطني و المهني يحتمان عليه أن يرد على ما جاء في حديث تليفزيوني ، جمع مؤخرا رئيس تحرير " الأهرام " السابق أسامه سرايا برئيس تحرير" المصري اليوم" مجدي الجلاد . و في شهادته ، مد كارم يحيي يده في عش وثائق خلفها سرايا ، وتكشف عن خبايا زمن تداخلت فيه الصحافة بالسياسة،حتى قيل لصحفييي أكبرمؤسسة صحفية في مصر: "تعلموا الكتابة من أحمد عز" ! المدهش أن عش الوثائق يمس - بشكل غير مباشر - الطرف الثاني في الحوار ، و يكشف في الوقت ذاته قصة التحالفات الخفية بين أسماء ومؤسسات ، بدت في كثير من الأحيان متعارضة . .. و إلي نص الشهادة : عن غسيل سمعة "سرايا " بيد " الجلاد" على شاشة "دريم" محترفو الكذب و إعلام "رأسمالية المحاسيب"
من حق الأستاذ "أسامة سرايا" أن يتكلم ويكتب. ولذا فإنني لم أشعر بأي دهشة عندما وجدته في أقل من أسبوع واحد على قناتين فضائيتين. بل لعلكم تدهشون عندما تعلمون بأن أمثالي ممن منعوا من الكتابة والتعبير عن الرأي في عهد "سرايا" وأمثاله يطلبون له و لأمثاله بحق الكتابة والنشر. هذا حقه علينا كإنسان و كزميل ، حتى ولو لم يراعي يوما حقوق الإنسان والزمالة ،وحتى لو ثارت الشكوك حول كفاءته مهنيا و قدرته على الكتابة المنطقية السليمة. وكلنا يعرف ان نظام "مبارك" السئ كان يختار دائما الأسوأ ، حتى اصبح لدينا في كل مؤسسة وهيئة في هذا البلد "هيراركية" تراتبية فساد وإستبداد و إنعدام موهبة وقدرة. في قاعدة الهرم الأكثر كفاءة وإحتراما للذات والعمل والمهنة . وكلما تحركت الى أعلى إنخفضت المهارات والإخلاص للقيم حتى كادت أن تنعدم عند القمة. نعم من حق الرجل وأمثاله أن يتكلموا ويكتبوا. لكن لا ينبغى أن يستمروا في إحتكار مساحات النشر و الإحتفاظ بإمتيازات غير مستحقة .و الأهم هنا انه ليس من حق الأستاذ "سرايا" وأمثاله أن يفلتوا بممارسة الكذب مرة تلو أخرى .و من قبل كان إحتراف الكذب جواز مرور للمناصب القيادية في الصحافة والإعلام والسياسة والإقتصاد وغيرها. ولعل الأستاذ "سرايا" ما زال يظن انه مرشح لمنصب جديد فإنخرط في الكذب على الهواء هذه المرة بعدما ملأ به صفحات "الأهرام" لسنوات وأفقده ثقة القراء و تسبب في إنخفاض التوزيع وخسائر مالية.و من ابسط قواعد الإنصاف والعدالة والمسئولية ان يحاسب عليها ويتحملها . كذب عندما سعي لتصوير نفسه في خصومة مع " أحمد عز". وهو الذي فتح له صفحات "الأهرام" في وصلة دعاية مجانية استمرت لسنوات . وتوجها بتنصيبه كاتباومفكرا استراتيجيا ومحللا سياسيا عندما نشر مقالاته في تبرير تزوير إنتخابات 2010. وأسألوا زملاء الأستاذ "سرايا" كيف بلغت به "عبادة عز" الى جانب عبادة الدكتاتور مبارك وأسرته الى حد انه قال بعلو الصوت في صالة تحرير "الأهرام" : " اتعلموا تكتبوا من أحمد عز إزاي ". وكذب عندما حاول أن يدعى خصومة بينه وبين "جمال مبارك" . ولعل احصاءا بسيطا بعدد الصور التي نشرها لنجل الدكتاتور في المؤتمر الأخير للحزب الوطني يكشف عن حمى الغرام ب "الوريث "والرهان عليه التى تملكته وأمثاله. فقد كان "جمال مبارك" الشخصية رقم واحد في عدد الصور على صفحات الأهرام ( 9 صور مقابل صورتين لمبارك الأب). وهنا من حق قراء "الأهرام" على رئيس تحريره السابق أن يتحدوه بان يكشف عن كلمة صدق أو نقد واحدة منشورة في خبر أو مقال ما على صفحات الجريدة خلال عهده عن أي من أحمد عز أو جمال مبارك . وعلى أي حال ، فإن "الكراتين" التي كان يسعي لتهريبها بعد الثورة تتضمن صورا تجمعه في حالة سعادة سماوية مع الوريث " جمال مبارك ". وكذب عندما قال أنه كان يتقاضي من "الأهرام" أربعين ألف فخمسين ألف جنيه شهريا فقط . فيما إتخذ مجلس إدارة "الأهرام" بعد ثورة 25 يناير وجراء الخسائر الفادحة التي تسببت فيها سياسة تحرير الأستاذ "سرايا" غير المهنية وغير الأخلاقية قرارا بتحديد سقف شهري لرئيس التحرير بمبلغ 56 ألف جنية. والكافة يعلمون ان ماكان يتحصل عليه رئيس تحرير "الأهرام" من عمولات إعلان وغيرها يتجاوز المليون جنيه شهريا أو يقاربها. وكذب عندما نفى انه ظل الى الشهر الأخير في موقعه القيادي ب"الأهرام" يخصص كشوف بركة بمكافآت خيالية غير مستحقة لأتباع وخدم سياسته في الكذب على القراء واللامهنية والتزوير بما في ذلك " الصورة التعبيرية إياها". ولقد عاينت وزملاء محترمون في كراتين رئيس التحرير السابق التي حاول تهريبها ليلة 18 فبراير 2011 كشفا مرفوعا من الأستاذ "سرايا" لرئيس مجلس الإدارة عن شهر واحد بإجمالي 183 ألف جنيه كمكافآت أضافية أكرر إضافية لثلاثة و خمسين أكرر لثلاثة وخمسين من أتباع الكذب وخدمه . وكذب عندما نفي انه سعي لإتباع اساليب غير قانونية لمواجهة منافسة صحف رجال الأعمال التي ما كان لها أن تتفوق توزيعا على "الأهرام" لولا تسليم قيادة الجريدة والمؤسسة لرجال التمديد والتوريث واللامهنية والأكاذيب. ولقد كنت شاهدا وزملاء محترمون في "الأهرام" على العثور على مسودة خطاب رؤساء تحرير صحف "الأهرام"و "الأخبار"و"روزااليوسف" و"الجمهورية" الى الدكتاتور "مبارك" في 15 فبراير 2010 يحرضونه على منع الإعلانات الحكومية والعامة والأخبار الرسمية عن هذه الصحف. وهذه فقط عينة من أكاذيب الأستاذ " سرايا " العديدة. وقد إحترف الكذب على القراء والزملاء لسنوات .ولم يكن غريبا أن محاور الأستاذ "سرايا" في إطلالته الأخيرة ليلة الإثنين 8 أغسطس 2011 هو الأستاذ "مجدي الجلاد" رئيس تحرير "المصري اليوم" والذي يعلم صحة كل هذه الوقائع ، وبخاصة واقعة خطاب التحريض على الصحف الخاصة ولديه نسخة منه.وقد أخذ يطرح عليه السؤال تلو السؤال برعونة من يسعى لغسل سمعة ضيفه. وهو لمن لا يعلم تلميذ أستاذ "سرايا" في مجلة " الأهرام العربي". ولقد كان من حق المشاهدين في قناة " دريم " لصاحبها رجل الأعمال "أحمد بهجت" أن يعلموا بهذه الصلة . وأن يعلموا ايضا انه ما كان لصحف رجال أعمال "رأسمالية المحاسيب" ك"المصري اليوم" لصاحبها "صلاح دياب" ان تعيش وتنتعش وتوزع على حساب الصحافة القومية ومنها " الأهرام" إلا بأن تنكب بأمثال الأستاذ "سرايا" وان تعير صحفييها وفنييها و أمكاناتها لصحف منافسة .بل وأن تحصل على ميزات غير مستحقة في التوزيع جراء فساد مدبر في المؤسسات القومية. وهو أمر لا يمكن تصوره في أعتى النظم رأسمالية وإيمانا بالمشروع الخاص . فهل هناك نظام واحد في العالم يسمح بأن يعمل نفس الشخص في شركتين متنافستين أوأن يحتفظ بوظيفته في شركة ويذهب للعمل في شركة منافسة؟. على أية حال ، فإن الأستاذ " مجدي الجلاد " لم يفاجئنا بفقرة " غسيل السمعة " لرئيسه السابق " أسامة سرايا ". فمن قبل ، منح رئيس مجلس إدارته الأسبق الأستاذ " إبراهيم نافع " في عام 2005 ثلاث صفحات كاملة وعلى ثلاثة أعداد متتالية من " المصري اليوم " كي يغسل سمعته من تهم فساد مازالت تطارده. صحافة رأسمالية المحاسيب تتغذى وتنمو وتتفوق من دم وفساد صحافة الشعب المسماة ب " القومية ". وفي عالم اللامعقول هذا الذي يعمل فيه الشخص في شركتين متنافستين معا و يلمع فيه الأطفال المعجزة منة نجوم عصر الفساد والإستبداد ، وحيث يتعين أن يمر رؤساء تحرير الصحف و مسئولو القنوات الفضائية من بوابة موافقات أجهزة الأمن ليس مستغربا أن يصرح "صلاح دياب " في " أهرام سرايا "وفي 5 أغسطس 2010 " سأنتخب حسني مبارك ". وليس مستغربا أن تصمت كل وسائل الإعلام القومية عن قضايا فساد متهم فيها صاحب "المصري اليوم " لإنه "زيتنا في دقيقنا ". ولمزيد من التوضيح ولمحاولة فهم الدور الحقيقي لرئيس تحرير الأهرام السابق وأمثاله في الصحف القومية ضد صحفهم علينا أن نعرف أن الأستاذ "سرايا" كان وظل من بين مجموعة إنتقتها السفارة الأمريكية منذ مطلع الثمانينيات لأمركة هذه الصحافة المصرية و تجنيدها لحساب كل قيم السوق و الإقتصاد الحر والإعلام الخاص و التطبيع مع إسرائيل . ونظرا لطبيعة الرأسمالية السائدة في مصر " رأسمالية المحاسيب" و لطبيعة علاقات التبعية بين واشنطن والقاهرة في عهد " مبارك " قنع المشرفون في السفارة الأمريكية على برنامج إعادة تأهيل الصحافة والصحفيين في مصر بخصخصة الصحافة القومية لحساب الدكتاتور " مبارك " و نجله " جمال" و قرينته "سوزان " ورجال أعماله على طراز " أحمد عز" ، فضلا عن الحلفاء الإقليمين من رجال حكم وأعمال وكلاء الشركات الأمريكية كالكويتي "الخرافي". وهنا يثور سؤال جانبي : هل كان رئيس تحرير أكبر صحيفة قومية في البلد مستشارا لرجل الأعمال الكويتي ويتقاضي منه أموالا؟.سؤال كان يتعين على رئيس تحرير مجلة " الأهرام العربي " ف " الأهرام " الإجابة عليه ، وهو في مناصبه القيادية بعد كل ما شاع في أروقة المؤسسة العريقة مقترنا بالصفحات التي منحتها المجلة و الجريدة في مديح الخرافي نهاية بمسابقة تحفيظ القرآن التي تحمل إسم رجل الأعمال الكويتي برعاية الأهرام ؟ . وهذا مجرد واحد من الأسئلة المسكوت عنها في حوار الأستاذ الجلاد . تماما كما سكت على مخاطبات رئيس تحرير الأهرام السابق الى آخر " أحمد المغربي " آخر وزير إسكان في عهد الدكتاتور مبارك يتوسط فيها لشركات رجال الأعمال في الحصول على أراضى الدولة بعشرات الآلاف من الأفدنة .وهي واحدة من حصيلة ثلاثة كراتين كان يسعي الأستاذ " سرايا " لتهريبها من مؤسسة "الأهرام" ليلة 18 فبراير 2011 . والله أعلم بما كانت تحويه عشرات الكراتين التي خرجت من مؤسسة الأهرام منذ 28 يناير 2011 دون ان تتعرض لأي تفتيش من الزملاء؟ ولكل هذا وذاك ، ليس من المستغرب أن يمارس الأستاذ "أسامة سرايا" إحترافه الكذب في حضور الأستاذ " الجلاد " وعلى قناة دريم لصاحبها رجل الأعمال " بهجت " و الذي لا يختلف كثيرا عن شبيهه رجل الأعمال " دياب". فكلاهما عنوان على عصر " مبارك" ومن مستفيديه. لا نستغرب .. لكن هذا ليس من حقه ولا من حقهم قطعا. * ملحوظة : عندما تملكنى السخط على سياسة تحرير "الأهرام" غير المهنية و غير الأخلاقية - وقد بلغت الحضيض - كتبت بعد الجولة الأولى من آخر إنتخابات برلمانية في عهد "مبارك" مقال " رسالة من صحفي بالأهرام الى الدكتور عبد المنعم سعيد : إستقل من الوطني".وقد نشرت في موقع جريدة " البديل" الالكتروني وعلى صفحات جريدة " العربي " وقتها. وعندما أسأل نفسى الآن لماذا لم أوجه الرسالة الى رئيس التحرير أجد اكثر من سبب . لعل أبسطها هو السؤال :"..و هل يفهم ؟".
شاهد فيديو اسامة سرايا مع مجدى الجلاد غسيل سمعة "سرايا " بيد " الجلاد" على شاشة "دريم