أفاد مسئول قبلي أن المواجهات التي اندلعت ليلة السبت بين قبيلة التبو وكتيبة تابعة للجيش الليبي في الكفرة جنوب شرقي ليبيا أسفرت عن سقوط 12 قتيلا وإصابة العشرات. وقال أحد زعماء التبو ويدعى عيسى عبد المجيد منصور لوكالة "فرانس برس" إن "12 شخصا قتلوا وجرح أكثر من 35" آخرين، موضحا أن هذه حصيلة معارك جرت في حيين سكنيين للتبو. واتهم منصور الجيش بالقيام بتطهير عرقي في مدينة الكفرة. وأوضح أن حيين للتبو تعرضا لهجوم من قوات مرتبطة بالجيش خصوصا كتيبة درع ليبيا، والمجلس العسكري في الكفرة. وأكد مسئول قبلي آخر أنه "تم إحراق 12 منزلا" وقتل أربعة أشخاص من التبو على الأقل. ودارت في فبراير الماضي معارك بين التبو والزوية، وهي قبيلة أخرى في الكفرة، أدت إلى سقوط أكثر من مائة قتيل من الجانبين خلال أقل من أسبوعين. وأرسلت السلطات حينها كتيبة للتدخل بين القبيلتين المتنازعتين. ويسلط القتال الضوء على استمرار تأثير الاضطرابات الداخلية ووفرة الأسلحة غير الخاضعة لسيطرة الدولة بعد ثمانية أشهر من إطاحة المعارضة بالرئيس معمر القذافي الذي استمر في الحكم لأكثر من 40 عاما. وتعاني ليبيا من النزاعات القديمة التي تقسم المجتمعات، ومن انتشار الأسلحة بينما تسعى الحكومة الانتقالية جاهدة لفرض سيطرتها على البلاد، وتحقيق السلام بين الجماعات العرقية في الدولة الشاسعة المساحة المنتجة للنفط. ويظهر تفجر العنف في الجنوب الصحراوي وفي الغرب الجبلي حجم الاضطرابات التي لا تزال تشهدها ليبيا بعد رحيل القذافي الذي اتهم بأنه كان يثير الخلافات بين القبائل والعشائر لإضعاف قوتها.