السؤال: زوجي مريض بالصدفية، وذهب إلى أطباء كثر، وفي النهاية لجأ إلى أحد الأشخاص الذين يعالجون من السحر، والحسد، فأعطى لأمه أحد قمصانه، وذهبت به لهذا الشخص، وقال لها: إنه محسود، وإنه سيحضر لها خلطة خلال يومين، وإن دهن بها زوجي فستشفيه، فهل ما فعله زوجي حرام أم حلال؟ وإذا كان حرامًا فما عقابه؟ فأنا حزينة جدًّا منذ أن علمت بذلك، ولا أريد التحدث معه؛ لأنني مقتنعة أن الشافي هو الله، وأن الإنسان هو من يعالج نفسه من الحسد، وأريد أن أعلم هل هذا الشخص بهذه الطريقة يستعين بالجن أم لا؟ الفتوى: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد: فإنه ليس عندنا ما يجزم به في حال هذا المعالج، وهل هو ممن يتعامل مع الجن؟ ولكن مما يشكل في تعامله مسألة القميص، فإنه إن كان يدعي معرفة حال المحسود بمجرد وضع القميص عليه، فهذا مما يدل على أنه من المشعوذين الذين يتعاملون مع الجن، ومثل هذا لا يجوز سؤاله، ولا تصديقه، ففي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أتى عرافًا فسأله عن شيء لم تقبل منه صلاة أربعين يومًا. وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليس منا من تطير، أو تطير له، أو تكهن، أو تكهن له، أو سحر، أو سحر له، ومن أتى كاهنًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم. قال المنذري: إسناده جيد. وأما عن الكفارة فلا كفارة لهذا إلا التوبة. وقد سبق لنا أن أصدرنا عدة فتاوى في حكم الاستعانة بالجن واستخدامهم في العلاج، وبينا أن هذا لا يجوز، كما في الفتوى رقم: 170041، والفتاوى المرتبطة بها. وراجعي في علاج الحسد الفتوى رقم: 24373، والفتوى رقم: 73744، والفتوى رقم: 71554، والفتوى رقم: 58591، والفتوى رقم: 52520، والفتوى رقم: 55047. والله أعلم.