تأتى نتائج الثانوية لتسعد البعض وتبكى البعض الاخر ولتضع البعض فى حيص بيص ......غير ان النتائج ينبغى الا تنسينا ما سبقها من مقدمات دالة وتمثل قمة العوار فى العملية التعليمية وقمة الخلل وقمة الضحك على الذقون وما يمكن ان نسميه النصب التعليمى او النصب الثانوى والسنوى واليكم بعضها تقريبا لم يدخل طالب فى الثانوية العامة مدرسته الا لملء استمارة الثانوية العامة ثم لاستلام رقم الجلوس وقبل ذلك لدفع المصروفات( وهى بالالاف فى المدارس الخاصة رغم انها مثل المدارس الحكومية تشجع طلاب الثانوية العامة على التزام بيوتهم) ولاستلام كتب الوزارة التى يتم ركنها والاستعانة بالكتب الخارجية ، إلى جانب الاستعانة بملخصات العمالقة والنوابغ والشوامخ من اساتذة الدروس الخصوصية. السؤال من المسئول عن تحويل كل طلبة وطالبات الثانوية العامة الى طلبة منازل ومن الذى جعل المدارس عبئا عليهم ومن الذى غرس فى وجدانهم ان البعد عن المدارس غنيمة وان من التزم بيته أمن ونجح وتفوق ونال المراد جميع الاسر المصرية -على اختلاف مستوياتها الاقتصادية- التى لها اولاد فى الثانوية العامة عانت الأمرين من الدروس الخصوصية والمدرس الداخل والمدرس الخارج والمدرس المعتذر والمدرس الذى سيأتى بعد العاشرة مساء والمستر الملتزم والمستر غير الملتزم والطماع والقانع. استنزاف يومى لميزانيات الاسر المصرية، اليس هذا دعما عكسيا تقدمه الاسرة المصرية للدولة والحكومة فى مجال التعليم ، وماذا لو تم خصم مبالغ الدروس الخصوصية من مبالغ الدعم التى تقدمها الدولة ترى من سيكون الدائن ومن سيكون المدين ومن سيكون الظالم ومن سيكون المظلوم اسمحوا لى ان اجرى بالشريط وانقلكم لأيام الامتحانات وما شابها من دموع وصرخات وشكاوى من صعوبة الامتحانات تنتهى كلها باخبار فى الصفحات الاولى للجرائد تؤكد ان نتيجة تصحيح عينة المادة التى اسالت الدموع تعدت ال85 فى المئة.......تقريبا كل العينات فى كل المواد دارت حول تلك النسبة المرتفعة والجميلة وتظهر النتيجة لتكشف عن ان العينة لم تكن عينة عشوائية وانما عينة تطمينية او عينة اعلامية......فالنسبة العامة للنجاح فى القسم الادبى لم تتعدى 67% وهو رقم اقل كثيرا من نسب النجاح التى ظهرت وتصدرت الصحف بعد تصحيح العينات. السؤال هل اكتشفت الحكومة ان طلاب الادبى يمثلون عبئا بعد ان ضاقت اسواق العمل بخريجى كلياتهم مثل الاداب والحقوق والتجارة...........الخ . وهل الحل يكون بامتحانات تعجيزية ونتيجة باكية أم يكون بمناهج تزيل الخوف من الرياضيات والكيمياء والفيزياء والاحياء. لو استمر الحال على ماهو عليه ستستمر نفس المشاهد.سيستمر الغش الايكترونى .سيستمر البكاء.ستستمر الفصول فى المدارس خاوية على عروشها.مطلوب ثورة حقيقية فى الثانوية العامة تعيد الامور الى نصابها وتخفف عن كاهل آلاف الاسر التى تعيش هذا الكابوس السنوى