في الوقت الذى بدأت فيه المساعى الدولية لاحتواء الازمة القائمة بين السودان الشمالية وحكومة جنوب السودان اعلنت السودان عن موقفها الثابت والمعلن بضرورة انسحاب قوات الحركة الشعبية التابعة لدولة جنوب السودان من هجليج قبل النظر في إمكانية التفاوض بشأن القضايا العالقة بين البلدين، مرحبا في ذات الوقت بالدور المصري والعربي والأفريقي والدولي بشأن القضية، وذلك وفقا لما أوردته الإذاعة السودانية. كما أكد الرئيس السوداني عمر البشير لدى لقائه الأحد بوفد الخارجية المصري برئاسة الوزير محمد كامل عمرو، حرص السودان على التعايش السلمي والأمني مع دول المنطقة، مشيرا إلى أن السودان تم الاعتداء على أرضه، وأن واجبه تحريرها والدفاع عنها. من جانبه قال الوزير المصري إن دور بلاده يهدف إلى حقن الدماء وإحقاق الحقوق بالعدل، مؤكدا استمرار مساعيه عبر توجهه إلى جوبا للالتقاء بحكومة دولة جنوب السودان وعرض الدور المصري بغرض إحلال السلام في المنطقة وأوضح أن دور بلاده يأتي في إطار تعزيز دور لجنة برئاسة ثابو مبيكي لتعزيز الأمن والسلام في المنطقة. على النقيض تماما، اعلن الجيش الشعبي في جنوب السودان أن القوات السودانية فتحت جبهة قتال جديدة في ولاية أعالي النيل بعدما قصفت طائرات الخرطوم منشآت نفطية فى هجليج وحولتها إلى أنقاض، بينما جددت الخرطوم موقفها بضرورة انسحاب قوات الحركة الشعبية من المدينة النفطية قبل التفكير في التفاوض بشأن القضايا العالقة بين البلدين. وأوضح الناطق باسم جيش جنوب السودان فيليب أقوير أن القصف الجوي لا يزال مستمراً على منطقة هجليج بولاية جنوب كردفان والمناطق المجاورة لها، لكنه أكد في الوقت نفسه أنهم لا يزالون يحكمون سيطرتهم على المنطقة. من جانبها، قالت حكومة جنوب السودان إن الطائرات السودانية قصفت منشآت نفطية في هجليج وحولتها إلى أنقاض. كما عرضت صور 14 من جنود الجيش السوداني قالت إنهم أسروا في المنطقة التي احتلتها قواتها مؤخرا. وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية فإن الأسرى وصلوا على متن طائرة وقد بدا عليهم الإرهاق الشديد وإن كانوا في حالة معنوية جيدة، ووضع بعضهم ضمادات على جروح بالرصاص بينما نقل بعضهم الآخر على حمالات. بدوره، أكد أقوير احترامه لقوانين الحرب الدولية، مضيفا "سنتصل بالصليب الأحمر لنرى إن كان قادرا على تسهيل عودتهم إلى ديارهم"، وألمح إلى وجود أسرى آخرين بأيدي قواته لم يحدد عددهم.