قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن قرار تحريك الأسعار لمواجهة تخفيض الدعم قد لا يكون توقيته مناسبا، ولكنه قرار كان لابد من اتخاذه منذ وقت طويل ولكن لم يجرؤ أحد أو حكومة على اتخاذه. وقدم السيسي التهنئة للشعب المصري بمناسة ذكرى العاشر من رمضان الموافق لانتصار السادس من أكتوبر عام 1967. وأضاف السيسي، في كلمة ألقاها بمناسبة ذكرى حرب العاشر من رمضان بثها التليفزيون المصري قبل قليل، "اتخذت هذا القرار لإنقاذ الوطن.. الخطر الكبيرالذى تتعرض له البلاد هو السبب وراء القرارات الأخيرة". وتابع "أنا بعمل كل شئ عشانكم أنتم يا مصريين عشان بلدنا.. التوقيت مش دلوقتي في ظروف تانية لكن الخطر كبير قوي مينفعش أحط الحسابات الشعبية وماخدش القرار ده أومال أنتم استدعتوني ليه عشان مهمة وطنية عشان إنقاذ وطني". وقال "عندما تم عرض الموازنة علي من قبل الحكومة قلت مش هقدر أصدق عليها بالأرقام ديه 300 مليار جنيه حجم العجز"، مضيفا "معنى ده بكل بساطة أننا بندفع كل يوم 600 مليون جنيه فوائد للدين الحالي وبندفع أجور تقريبا نفس الرقم ده للعاملين في الحكومة وبندفع للدعم في حدود 400 مليون جنيه". وقال للسيسي "يعني أحنا بنطلع من جيبنا كل ده.. طب أحنا بيجيلنا ايه عشان نسدد كل ده، الإنسان بيصرف على قد ما بيجيله مش أكتر من اللي بيجيله". وأضاف أن قرار رفع أسعار الوقود "جاء عشان يقلل على الغلبان، الحد الأدنى استفاد منه ملايين المصريين العاملين في الحكومة وفي القطاع الخاص .. فيه اجراءات اتعملت في وزارة التموين عشان تقلل حجم التأثير السلبي على الغلبان القادر معندوش مشكلة". وأكد السيسي أن رفع الدعم عن الطاقة جاء لتحقيق العدالة الاجتماعية، قائلا "صاحب الفيللا بيدعم من الدولة في الكهرباء ب4000 جنيه شهريا بينما صاحب الشقة بيدعم ب50 جنيه وده كله عشان النظام اللي موجود". وقال "مفيش شك أن فيه ناس بتستغل ده استغلال مش جيد، ان قلت مرة الشعب لم يجد من يرفق به ويحنو عليه .. وأنا بخاطب كل مصري خلي بالك أن مصر قامت وهتقوم بينا كلنا وغير كده هيكون مش لصالحنا كلنا"، مؤكدا "أحنا عاملين كده عشان ننجح". وعن قوافق التنمية والتعمير، قال السيسي إنه تم تأجيلها لما بعد رمضان .. مضيفا "كان مفروض خلال الشهر ده نعمل بنية أساسية كويسة لكن الحقيقة الواقع العملي وطبيعة الأداء كانت مش هتكون بالمستوى الذي نريده". وأشار إلى أن كل المشاريع هتبدأ بعد رمضان من خلال مشاريع استصلاح الأراضي وإنشاء الطرق، مشيرا إلى أن "المشاريع دي عشان المواطن اللي مش لاقي عشان نزود دخل الغلبان". وأعلن السيسي أنه لا يكفيه أن يجمع صندوق "تحيا مصر" 50 مليار جنيه، لكي يستخدمها لعمل استثمارات وصناعات صغيرة. وقال السيسي "الوقت ده هو وقت القادم، صندوق تحيا مصر للقادرين هو انتو مش هتوقفوا جنب مصر ولا ايه .. اوعوا تكونوا متصورين أن هيكفيني 50 مليار". وأضاف السيسي "التحدي اللي موجود في مصر عشان شبابنا اللي معندوش أمل لازم يكون فيه مليارات تحت ايدي غير الموازنة عشان أعمل استثمار وصناعات صغيرة، عشان الناس اللي ظروفها صعبة ولا دي اللي في الشوارع.. آسف مش بقول أطفال الشوارع". وجدد الرئيس تأكيده على أهمية دور الإعلام في الفترة المقبلة قائلا "لكم دور في تشكيل الوعي خلال الحلمة التي نقوم بها دلوقتي وبكره وخلال الحملة التي نخوضها بدماء مصر في وجه تحديات كتير اقتصادية وسياسية وأمنية داخلية وخارجية". وأشار إلى أنه لا استغناء عن دور الرقابة الحكومية خلال الفترة المقبلة لضمان عدم استغلال قرار رفع أسعار الوقود، وقال "الحكومة والمحافظون هتكون موجودة في كل موقف وفي كل مكان عشان اللي مبيجيش بالكلام ييجي بالقانون وبالرقابة والمسؤولية". وأضاف "كلنا بنتحرك في كده ونوقف في الشوارع عشان أهلنا.. منفذ البيع بتاع الدولة والحكومة يبقى شغال كل وقت عشان المواطن الغلبان ميعانيش". وضرب السيسي مثلا بحرب السادس من أكتوبر كمثل على صمود الشعب في ظل التحديات، وقال "الشعب حرم نفسه وصمد عشان يبني بلده وانتصر وأحنا دلوقتي بنعمل ده عشان ننتصر، اوعوا تنسوا عشان فيه فصيل ميعرفش ربنا مستعد يهد الدولة المصرية وبيعمل على كده وبيعتقد أنه ده حرب مقدسة أنا مش ناسي وياريت كلنا ماننساش". وقال إن "الدين بيستخدم الآن كأداة لتدمير الدول.. الإرهاب لا يهدد المنطقة العربية وحدها و إنما سوف يمتد ليشمل العالم كله ويجب أن ينتبه الجميع". واختتم السيسي كلمته قائلا "من فضلكم خلوا بالكم معايا على مصر ولازم تكونوا واثقين، وأنا قلت قبل كده مصر لأ.. فيه جيش وفيه شعب عنده وعي وحضارة وصلابة وتاريخ والدولة بتحمي وبتحافظ على ده".