ساد الهدوء في سوريا فى الساعات الأولى من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ عند الساعة السادسة صباح الخميس بالتوقيت المحلي، حسبما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتم تنفيذ هذا القرار بموجب المهلة التي حددتها خطة موفد الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي أنان، لوضع حد لأعمال العنف المستمرة في البلاد منذ أكثر من عام. وكانت الدول الكبرى استبقت ذلك بتكثيف الضغوط الشفهية على النظام السوري، إذ أعلنت أميركا وألمانيا أنهما يؤيدان "عملا حازما" في مجلس الأمن بشأن الأزمة السورية، فيما أكّدت بريطانيا أنها ستطالب بتشديد العقوبات على دمشق إذا لم تلتزم بوقف العمليات العسكرية. من جانبها، أكدت فرنسا على لسان وزير خارجيتها، آلان جوبيه، أنها تريد أن يرسل مجلس الأمن الدولي مراقبين دوليين للتحقق من تطبيق وقف إطلاق النار. وفي اتصال هاتفي، اتفق الرئيس الأميركي، باراك أوباما، والمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، على الحاجة لقيام مجلس الأمن الدولي بعمل "حازم" بشأن سوريا. وقال البيت الأبيض في بيان إن أوباما وميركل اتفقا في الرأي على أن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد لا تتقيد باتفاق السلام الذي تفاوض عليه أنان. وكان أنان أعلن أنه تسلم تعهدا مكتوبا من النظام السوري بوقف العمليات العسكرية ابتداء من الخميس، فيما قالت وزارة الدفاع السورية إنها ستبقى متأهبة للرد على أي "اعتداء" من قبل ما وصفتها بالمجموعات الإرهابية المسلحة. وذكر البيت الأبيض أن "الرئيس والمستشارة أعربا عن قلقهما لأن حكومة الأسد لم تلتزم ببنود الاتفاق، الذي تفاوض عليه كوفي أنان، وتواصل الأعمال الوحشية غير المقبولة إزاء شعبها". وعلى هامش قمة وزراء خارجية مجموعة الثماني في واشنطن، أعلن وزير الخارجية البريطاني، وليام هيج، أن بريطانيا ستكثف دعمها للمعارضة السورية وتطالب بتشديد العقوبات على دمشق إذا لم تلتزم القوات الحكومية بوقف إطلاق النار. وشدد هيج على ضرورة "تكثيف الضغوط التي نمارسها على النظام في حال فشل كوفي أنان". أما في حال التزام دمشق بوقف إطلاق النار، فقال هيجإنه ينبغي القيام "بعمل عاجل جدا"، ويتضمن اتخاذ تدابير لضمان عدم تجدد أعمال العنف. بدوره، قال جوبيه للصحافيين بعد اجتماع مجموعة الثماني إن "فرنسا ترغب، إذا كان كوفي أنان يرى أنه قادر على مواصلة مهمته، أن يتبنى مجلس الأمن الدولي في أسرع وقت قرارا يتيح إرسال بعثة قوية من المراقبين للتحقق ميدانيا من حقيقة الالتزامات التي قطعها الطرفان". كما شددت أنقرة من نبرتها حيال نظام السوري، بعد تصاعد التوتر على الحدود التركية السورية، ولمحت إلى إمكانية إنشاء منطقة عازلة لاحتواء اللاجئين على الأراضي السورية. وقال متحدث باسم الخارجية التركية في أنقرة إن النظام السوري لم يسحب قواته كما وعد من المدن كما أنه ما زال يستخدم أسلحة ثقيلة. وأضاف أن العنف كان يجب أن يتوقف بحلول الثلاثاء، "ولما لم يحدث ذلك فنحن ننتظر وبشكل ملح أن يصدر مجلس الأمن قراراً يتضمن الإجراءات اللازمة لحماية الشعب السوري". يشار إلى أن القوات السورية النظامية واصلت، الأربعاء، قصف الأحياء القديمة في مدينة حمص، فيما وصلت تعزيزات عسكرية إلى درعا التي تشهد مناطق منها حملات مداهمات واعتقالات، حسب ما أفاد ناشطون والمرصد السوري لحقوق الإنسان. وطبقا للجان التنسيق المحلية فإن عدد القتلى ارتفع إلى 100 شخص،الأربعاء، بعد اكتشاف أهالي دير بعلبة في حمص مقبرة جماعية ضمت 38 شخصا بينهم أطفال.