أعلنت حكومة الخرطوم اليوم الاربعاء انها ستحشد الجيش ضد جنوب السودان وتوقف المحادثات مع جوبا بعد ان احتل الجنوب حقلا نفطيا هاما لاقتصاد الشمال. ومع اتهام جنوب السودان بدوره للسودان بقصف قرية واقعة على الجانب الجنوبي للحدود بين الدولتين الممتدة بطول 1800 كيلومتر دعا الاتحاد الافريقي الى إنهاء الاشتباكات التي تهدد بنشوب صراع شامل بين طرفي الحرب الاهلية السابقة. ودخل جنوب السودان نزاعا مريرا مع الخرطوم بشأن مدفوعات نفطية وقضايا اخرى فيما تصاعدت اشتباكات وقعت الشهر الماضي في المنطقة الحدودية التي لم يتم ترسيمها بدقة. وهاجم جيش جنوب السودان أمس الثلاثاء هجليج وهي منطقة متنازع عليها بها حقل نفطي ينتج نحو نصف انتاج السودان اليومي من النفط الذي يبلغ 115 ألف برميل يوميا. وقال جيش الجنوب انه سيطر على المنطقة يوم الاربعاء. وقال فيليب اجوير المتحدث العسكري لجنوب السودان ان منطقة هجليج والابار النفطية اصبحت دون شك تحت سيطرة جيش جنوب السودان. واضاف ان القوات الجوية للشمال قصفت مواقع جيش الجنوب في هجليج ومناطق أخرى. وقال مسؤول سوداني انه يتوقع ان يؤثر القتال على انتاج النفط. وقال رحمة الله محمد عثمان وكيل وزارة الخارجية السودانية انه يتوقع ان تتأثر حتما الحقول النفطية محل النزاع وانه لن يكون هناك انتاج على الاقل. واضاف انه اذا كان هناك صراع في المنطقة فهذا اقل شيء متوقع. ورغم ان الجنوب صوت على الانفصال في استفتاء قبل عام مضى الا ان الجانبين لم يتفقا بعد على قضايا تشمل تقسيم الدين الوطني وترسيم الحدود على وجه الدقة ووضع مواطني كل منهما في اراضي الدولة الاخرى. والنفط من بين القضايا الشائكة بين البلدين. واوقف جنوب السودان -وهو بلد حبيس- انتاجه من النفط البالغ 350 الف برميل يوميا في يناير بسبب خلاف بشان قيمة الرسوم التي يحصلها السودان مقابل تصدير النفط الخام عبر خطوط انابيب الشمال واستخدام البنى التحتية الاخرى.