أعلن السودان اليوم الاربعاء انه سيستخدم كل السبل والوسائل المشروعة للتصدي لما يصفه بهجوم جنوب السودان على منطقة حدودية منتجة للنفط شهدت اشتباكات متكررة بين الجانبين. ويتبادل خصما الحرب الاهلية السابقان الاتهام باثارة الاشتباكات في المنطقة المتنازع عليها حول ولاية جنوب كردفان وهي ولاية حدودية في السودان. ودخل جنوب السودان -الذي انفصل في يوليو - في نزاع مرير مع الخرطوم بشأن مدفوعات نفطية وقضايا اخرى واثارت اشتباكات وقعت الشهر الماضي في المنطقة الحدودية التي لم يتم ترسيمها جيدا القلق من ان يتحول الصراع إلى حرب شاملة.
وقال متمردون سودانيون ان حكومة الخرطوم تشن هجمات جوية وبرية على ولاية جنوب كردفان اليوم الاربعاء. ولم يتسن على الفور الوصول إلى المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية للتعليق. وقال جنوب السودان امس الثلاثاء إن السودان هاجم بالطائرات والمدفعية المنطقة الحدودية في احدث تفجر للعنف.
وقال جيش جنوب السودان إن بلدة تشوين بالمنطقة الحدودية تعرضت لهجوم في وقت متأخر يوم الاثنين وانه صد الهجوم وطارد القوات السودانية إلى منطقة هجليج المتنازع عليها امس الثلاثاء. ومنطقة هجليج هي منطقة حيوية لاقتصاد السودان لان بها حقلا نفطيا ينتج نحو نصف انتاج السودان اليومي من النفط الذي يصل الى 115 ألف برميل يوميا. لكن الخرطوم وصفت ما حدث بانه عدوان.
وقالت وزارة الاعلام السودانية في بيان انه في صباح الثلاثاء وبعد الظهر تعرضت مناطق في ولاية جنوب كردفان خاصة هجليج لهجوم "وحشي" من جانب الجيش الشعبي لتحرير السودان بدعم من دولة جنوب السودان عن طريق استخدام قوات مرتزقة وجماعات متمردة.
ومضى البيان قائلا ان الحكومة السودانية تعلن انها ستتصدى لهذا التصرف "العدائي" الفاضح بكل الطرق والوسائل المشروعة. ونقل تلفزيون الجزيرة أمس الثلاثاء عن مصدر حكومي في الخرطوم قوله إن جيش الجنوب سيطر على منطقة هجليج النفطية لكن فيليب اقوير المتحدث باسم جيش جنوب السودان قال إنه لا يمكنه تأكيد التقرير أو نفيه.
ولم يتسن الوصول الى اقوير اليوم الاربعاء للتعليق. وتشهد ولاية جنوب كردفان تمردا منذ يونيو يشارك فيه متمردون حاربوا في صفوف الجيش الشعبي لتحرير السودان ضد الخرطوم في الحرب الاهلية. وفي سبتمبر امتد القتال الى ولاية النيل الازرق.
وحين قسم السودان بموجب اتفاق السلام لعام 2005 الذي أنهى الحرب الاهلية لم يغادر عشرات الالاف من المقاتلين الذين انحازوا للجنوب المنطقة الشمالية التابعة لحكومة الخرطوم. ويتهم السودان حكومة جوبا في جنوب السودان بمواصلة تأييد المتمردين وهو ما ينفيه جنوب السودان. وقال المتمردون الذين يطلق عليهم الان اسم الجيش الشعبي لتحرير السودان-قطاع الشمال انهم يقاتلون القوات الحكومية في قريتي تومة وابو الحسن على بعد نحو 45 كيلومترا غربي بلدة رشاد.
وقال ارنو لودي المتحدث باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان- قطاع الشمال ان الجيش السوداني يشن ضربات جوية كما تدور معارك برية. ويدور خلاف بين الجانبين بشأن الرسوم التي يتعين على جنوب السودان الذي لا يطل على أي سواحل أن يدفعها لعبور صادراته من النفط عبر أراضي السودان.
واستحوذ جنوب السودان عند انفصاله على ثلاثة ارباع ما كانت تنتجه الدولة قبل التقسيم من النفط. وأوقف جنوب السودان انتاجه من الخام في يناير بعد ان بدأت الخرطوم في مصادرة قدر من النفط مقابل رسوم قالت انها لم تسدد. ويشكل النفط نحو 98 في المئة من عائدات جنوب السودان. ومات نحو مليونين في الحرب الاهلية التي استمرت في السودان لعقود.