فى ظل محاكمة محمد رفاعة الطهطاوى فى " قضية التخابر " التى أتهم بها الكثير من قيادات الإخون وعلى رأسهم الرئيس السابق محمد مرسى والمرشد العام لجماعة الأخوان المسلمين محمد بديع , جاءت ذكرى رحيل رفاعة رافع الطهطاوى العلامة المصرى القدير – وهو جد محمد رفاعة الطهطاوى لأبيه - . حيث ولد رفاعة الطهطاوى فى 15 أكتوبر 1801 فى مدينة طهطا إحدى مدن محافظة سوهاج بصعيد مصر . لاقى الطهطاوى عناية من أبويه منذ صغره , فحفظ القرأن , وبعد وفاة والده لاقى إهتمام كبيرا من اخواله . كانت حياة رفاعة مليئة بالشيوخ والعلماء الذين تلقى على أيديهم حفظ المتون والفقه والنحو . وفى 1817 التحق بالأزهر فدرس الحديث والفقه والتفسير وعلوم اللغة , وعندما أتم تعليمه عمل كمدرسا به , وبعدها إلتحق بالجيش المصرى وعمل كواعظ وإمام إلى أن جاء المحطة الفارقة فى حياة الطهطاوى وهى ترشيح الشيخ حسن العطارله لإنضمامه إلى البعثة التى أوفدها محمد على عام 1826 إلى فرنسا كواعظ لطلابها . لم يقتصر دور الطهطاوى على كونه واعظ لطلاب البعثة , ولكنه قام بتعلم الفرنسية فأتقنها , وقدم بعد ذلك كتابه الشهير " تخليص الإبريز فى تلخيص باريز" . عاد طهطاوى إلى مصر مفعما بالطاقة والحيوية وعمل كمترجم , ولكن كان يطمح فى إنشاء مدرسة للترجمة , يقوم من خلالها بترجمة العلوم الغربية مايساهم فى تطوير التعليم فى مصر والنهضة بالمجتمع ,وبالفعل تجاوب محمد على مع طلب الطهطاوى وأنشأ مدرسة الألست عام 1835 وتولى الطهطاوى نظارتها . تعرض الطهطاوى للنفى عام 1850 حينما تولى الخديوى عباس الحكم , ولكن بعد مرور أربع سنوات وبتولى الخديوى سعيد الحكم عاد رفاعة مرة أخرى للبلاد فواصل مشروعه وأنشأ مكاتب محو الأمية حتى أغلق «سعيد» المدارس، وفصل رفاعة فى 1861، ثم تولى الخديو إسماعيل فعاود رفاعة العمل فى نشاطه وعاد يشرف على التعليم، وترأس إدارة الترجمة، وأصدر أول مجلة ثقافية وهى"رَوْضَةُ المَدَارِسِ"، كما ترجم القوانين الفرنسية باسم "تعريب القانون المدنى الفرنساوى"، وأصدر مجلة روضة المدارس 1870 التى كانت منارة للثقافة والعلوم. ظل عطاء رفاعة رافع الطهطاوى مستمرا فى مجال العلم والتعليم إلى أن وافته المنية فى 27 مايو 1873.