معظم المصريين لديهم معلومات عن التلوث البيئي والبعض سمع عن التلوث السمعي وأيضا البصري. أما عن التلوث الفكري فالقليل يعرفه لأنه ظهر وانتشر في مصرالمحروسة مند عدة عقود ولنبدأ بالتلوث البيئي فعوادم جميع وسائل النقل التي تنهب الارض نهبا طول النهار والليل تطلق غمامة داكنة تغطي أجواء معظم محافظات مصر وخصوصا القاهرة التي أصبحت من أكثر مدن العالم تلوثا. كذلك عدم وجود مساحات خضراء تمتص ثاني أكسيد الكربون ساعد علي زيادة التلوث البيئي . أيضا ما تفرزه المصانع داخل الكتلة السكنية من أدخنة ومن عوادم ومخلفات وعدم الالتزام بالمواصفات العالمية والاحتياطات المطلوبة لمنع تلوث البيئة . ومع استمرار تلال القمامة لمدد طويلة في الميادين وفي الشوارع وعلي الأرصفة فتكون محطة لتكاثر الدباب وكافة الحشرات وتنبعث منها كافة الروائح الكريهة وتنشر معظم الامراض وخصوصا أمراض التنفس وكدلك الأمراض المعدية وتكون مرتعا للفئران وما يماثلها . علاوة علي عدم القيام بنظافة الشوارع مع العلم بأن مدينة القاهرة في الأربعينات والخمسينات كان يتم غسل شوارعها بالماء والصابون بعد ان يكون قد تم كنسها بسيارات ضخمة أسفلها فرشاة كبيرة . أما عن التلوث السمعي فحدث ولا حرج ضوضاء في جميع مدن مصر قد تصيبك في بعض الأحيان بالصمم . كلاكسات السيارات لا تكف عن الصراخ ليلا ونهارا لا يهمها ان كانت في وقت الظهيرة أو في وقت الفجر ولا يهم من يضع يده علي كلاكس السيارة لأوقات طويلة بأن هناك مرضي يحتاجون للراحة أو أن هناك مسنون يزعجهم هدا الصراخ أو أن هناك طلاب يستدكرون دروسهم استعدادا لامتحاناتهم في اليوم التالي أو الأيام القادمة. أضف الي ذلك الميكروفونات التي يصل صوتها العالي والهادر الي أقصي درجة حتي أنه يصل الي جحور النمل بل الي أعالي الأبراج السكنية منها ما يعلن عن بيع سلع تجارية ومنها ما يديع عن افتتاح أحد المحلات التجارية أو زفة فرح أو صالة ديسكو أو مسجد يديع الصلوات الخمسة بعد الآدان وحتي الدروس الدينية علاوة علي بعض الموتوسيكلات التي تسير وتذيع الاغاني بأصوات مرتفعة وحتي السيارات الخاصة التي تدلي بدلوها بان يرفع درجة الصوت في راديو السيارة الي أن تصل الي درجة تصحي الاموات . ولندهب الي التلوث البصري فمدن مصر سواء الكبري أو الصغري لا تستطيع أن تطيل النظر الي شوارعها أو الي مبانيها ليس لمدينة فيها طابع معماريبل أصبح بعضها عشوائيات أو شبه العشوائيات . واذا نظرت الي عمارة واحدة ستجد واجهتها "علي كل لون يا باتيسته" حتي القاهرة التي كانت من أجمل وانظف عواصم العالم تراجعت كثيرا حتي وسط القاهرة الدي كان يضاهي باريس وروما غطي الباعة الجائلون ببضاعتهم واجهات المحلات واصبح وسط القاهرة سوق كبير كأنك في أحد الموالد أماعن قري مصر فأصبحت في موقف فريد من نوعه في العالم فلا هي استمرت القرية المصرية بشكلها التقليدي ولا هي أصبحت مدينة فهي صارت بين البينين، ناهيك عن وسائل النقل في قاهرة المعز اتوبيسات نقل عام وميكروباصات وتاكسيات وعربات خاصة ومترو أنفاق وعربات كارو يجرها حصان أو حمار لحمل الركاب ودائما لنقل القمامة وامعانا في هدا التلوث البصري دخل التوك التوك . طبعا لا ننسي في هدا السياق تلال القمامة التي تزين ميادين وشوارع مصر وكأن مشكلة القمامة في مصر أصبحت عسيرة علي الحل مثلها مثل حل النزاع العربي الاسرئيلي وكيف نتحدث عن مشاريع عملاقة لتنمية مصر بالتريلونات ونحن عاجزون عن حل مشكلة القمامة ؟ وأخيرا نتحدث عن التلوث الفكري وهو أخطر انواع التلوث علي البشر لأنه يدمر الفكر النظيف عند المصريين ويحولهم من مواطنين أسوياء يقرأون ويفهمون ويسمعون ويتجاوبون ويشاهدون ويبدعون يحولهم الي مواطنين أصاب فكرهم التلوث بل ربما يصير المواطن المصري الي مسخ تتجادبه الرياح . ولقد بدأ هدا التلوث الفكري يغزو الفكر المصري مند أن بدأت الحكومة في السيطرة علي جميع وسائل الاعلام سواء المقروءة او المسموعة أو المرئية ومع تسلل المطبلاتية وكدابين الزفة وحملة المباخر الي جميع وسائل الاعلام والدي يجمع بينهم جميعا صفة واحدة وهي نفاق كل حاكم والاكل علي كل الموائد وتغيير جلودهم كالحرباية مع كل عهد ومع كل حاكم والاشادة بكل حاكم جديد ولأن كل حاكم ترك الكرسي وكسر كل قلل مصر وراءه والامثلة علي ذلك كثيرة . فأذا أدرت مؤشر التلفزيون علي قناة فستجد الويل والثبور وعظائم الأمور. مستوي هابط لمعظم الفنون . تزوير في التاريخ حتي في فترات قريبة عاصرها معظم المصريين ، قلب الحقائق ، محاولات مستميتة لصب أفكار مغلوطة سواء بفكر متطرف أو بفكر سابق التجهيز. معظم مقدمي البرامج في معظم الفضائيات كلهم في اتجاه واحد فقط مع أن الاصل هو التنوع في الافكار . وان الله سحانه وتعالي كان قادرا علي جعل الناس أمة واحدة ولكنه جعلهم شعوبا وقبائل لتعارفوا . أيضا الله سبحانه وتعالي أعطي لمن خلقهم الحرية الكاملة في الاختيار بين الايمان به والكفربه من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر . ولكن في مصرنا العزيزة فليس لاحد الحرية في الاختيار . فحتي المرشحان لرئاسة الجمهورية 2014 هما يدعوان الناس الي اتجاه واحد . وهدا استمرار للتلوث الفكري . لن تتقدم مصر خطوة واحدة الي الأمام الا ادا تم التخلص من التلوث الفكري . اللهم اهدنا جميعا الي سواء السبيل . انك سميع مجيب الدعاء يارب العالمين.