أكد العديد من الباحثين والزائرين والمتابعين للحالة العامة بمصر ان من أهم التغيرات التي حدثت علي الساحة المصرية بعد ثورة 25 يناير هي الزيادة المفرطة في استخدام الكلاكسات وضوضاء السيارات، والميكروباص بالشارع المصري في ضوء الأنفلات الأمني الملحوظ وشعارات البلد بلدنا. وأشارات علي سبيل المثال الكاتبة البحرينية سلوي المؤيد في مقال صحفي لها تحت عنوان( مصر الحضارة والرقي اراها قادمة) أن مصر بحاجة شديدة الي تشديد في قوانين المرور حتي تحترم, فجميع السيارات في مصر تستخدم النفير المزعجه بلا مبرر خاصة في اشارات المرور رغم ان جميع السيارات متوقفة واكدت في مقال صحفي لها نشر بمصر والبحرين ان استعمال النفير يحمل روح الانانية وعدم المبالاة بازعاج الآخرين وعدم التحلي بالسلوك المتحضر الذي يجب ان نكون عليه خاصة بعد هذه الثورة البيضاء. وحقيقة ان الكاتبة سلوي المؤيد لم تخطيء فالجميع أصبح يلاحظ في الآونة الأخيرة هذا الانفلات في استخدام النفير في القاهرة والمحافظات حتي الإسكندرية التي كانت من المحافظات التي يشهد لها باحترام آداب المرور وعدم استخدام الكلاكسات نهائيا ولكن الآن حدث ولا حرج. بل ان بعض اصحاب السيارات اصبحوا يستخدمون الكلاكسات وسرينات الشرطة و الأسعاف لارعاب الناس والسائقين وفتح طرق ومخارج لهم. والغريب ان وزير البيئة الحالي كان قد وضع خطة لمكافحة الضوضاء العام الماضي علي ان تنفذ تماما خلال6 سنوات بجميع المواقع المصرية بهدف خفض التلوث السمعي بالشارع المصري وتأثيره الخطير علي الحالة الذهنية والنفسية علي المصريين بالمشاركة مع جميع الوزارات و الجهات المعنية خاصة وزارة التربية والتعليم ووزارة الداخلية بهدف تخفيض المستويات الحالية الي المعايير الواردة بقانون البيئة المصري والتي لايجب الا تزيد علي55 ديسيبل ولكنها في الواقع تصل الي90 ديسيبل في الشارع المصري!! كما أعلن الوزير من قبل أنه وافق علي إنشاء أول شبكة لرصد الضوضاء في القاهرة الكبري والمحافظات لمحاربة هذا الاعتداء الخطير علي راحة الإنسان المصري سواء في بيته أو عمله أو في الطريق العام. وقد أكدت التقارير البيئية والصحية العالمية ان مخاطر الازعاج والضوضاء قاتلة وقد تؤدي الي الانتحار في النهاية وتدهور الحالة النفسية وكذلك الاداء الوظيفي والاخلال بالصحة العامة للمصريين وضعف الجهاز المناعي وعلي النمو الفكري للأطفال. كما ان ديننا الإسلامي الحنيف يحارب التلوث السمعي وفي الاية الكريمة من سورة لقمان( وأقصد في مشيك واغضض من صوتك ان أنكر الأصوات لصوت الحمير) فما بالنا بصوت سيارات الميكروباصات وأتوبيسات النقل العام في مصر؟! فمن يحمي المصريين من هذه المخاطر الجمة خاصة بعد الثورة وانفلات اعصابنا من الانفلات الأمني وانتشار الميكروباص والتوك توك بشوارعنا بلا رابط أو مانع, وكذلك سيطرة البلطجية والباعة الجائلين بميكروفاناتهم الممنوعة بجميع الشوارع والأزقة المصرية في ظاهرة لم تشهدها البلاد من قبل. إنني اناشد الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء والمجلس العسكري التدخل لحماية المصريين من هذا الرعب والقلق والخطر المتمثل في زيادة ظاهرة التلوث السمعي والضوضاء والاندفاع والاعتداء علي حريات وسلامة الجميع بالشارع المصري فهل من مجيب؟!