أصحاب المعاشات غائبون عن برامج المرشحين يعتبر قطاع المعاشات من القطاعات الأسوأ حظًا مع الحكومات التى تولت بداية من ثورة 25 يناير وحتى الآن، فالجميع فيه يشكو من التهميش، لمطالبهم التى تنحصر فى تطبيق الحد الأدنى للأجور والمعاشات وإلغاء قانون 130 لسنة 2009 الخاص بالمعاش المبكر، الذى جعل صاحب المعاش يتقاضى نصف معاشه فقط، والعودة لأحكام قانون 79 ورفع المعاشات بنسبة 20% فورًا، تعويضًا عن الغلاء الجامح، مشيرًا إلى أن أصحاب المعاشات مُصرين على مطالبهم التى ليس لها بديل . والملفت للانتباه أن قطاع المعاشات لم يذكر فى البرامج الانتخابية الخاصة بالمرشحين لرئاسة الجمهورية، رغم أنهم أعلنوا تأييدهم للمشير عبد الفتاح السيسى، الرئيس المحتمل لرئاسة الجمهورية الذى لم يلتفت إليهم فى برنامجه الانتخابى، الذى تم الإعلان عنه الأيام الماضية، والذى اعتمد فقط على 5 محاور أساسية فى مجالات: "الصحة والتعليم" و"الإسكان والاستثمار" و"تنمية سيناء" و"الطاقة الشمسية" و"المصانع الجديدة ". وعلى الجانب الآخر ارتكز البرنامج الانتخابى الخاص بحمدين صباحى، المرشح لرئاسة الجمهورية، على تنمية اقتصادية وتحقيق العدالة الاجتماعية، وأيضا الاهتمام بالسياسة الداخلية، وتحقيق الأمن ومكافحة الإرهاب، والتوجه نحو لا مركزية الإدارة والحكم المحلى ورفع كفاءة المؤسسات، ومكافحة الفساد وتمكين ذوى الإعاقة وتشجيع المجتمع المدنى وحرية الإعلام واستقلاله، وبذلك لم ينظر صباحى أيضا لهذا القطاع المهمش فى برنامجه الانتخابى. البدرى فرغلى، رئيس اتحاد نقابات أصحاب المعاشات، قال: إنهم سيصوتون للمشير عبد الفتاح السيسى، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، الذى سيحقق لهم مطالبهم، وعن حمدين صباحى قال: "حمدين لن يقدر على تحقيق مطالبنا ". وأضاف فرغلى، خلال حواره مع جريدة "المشهد": 9 ملايين من أصحاب المعاشات يمثلون 40 % من الشعب المصرى يعيشون الآن فى مأساة تاريخية سببها الاختفاء التام لأموال التأمينات الاجتماعية . وأوضح البدرى أن هناك 5 حكومات و 10 وزارات اعتمدوا التواطؤ على أموال التأمينات، قائلا: "الحكومة أعلنت رسميا أن ما لديها من أموال التأمينات هو 560 مليار جنيه وهى تعتبر أكبر ثروة فى التاريخ يمتلكها الشعب المصرى". وتساءل البدرى: "أين هى هذه الأموال التى تحولت إلى ورق ودفاتر لدى الخزانة العامة ؟!"، مؤكدا أن وزير المالية الأسبق بطرس غالى هو المسئول عن تحويل "تحويشة عمرنا" – على حد وصفه – إلى ورق ودفاتر منها 235 مليار صكوك غير قابلة للتداول بفائدة 8 %، و162 مليار دون أى فوائد على الإطلاق منذ سنوات ". واستطرد قائلا: "أموال المعاشات أنفقت على الهدايا للشركات الأجنبية"، مشيرا إلى أن هناك ثورتين ولم يتم محاسبة فاسد واحد، بل تم تعيينهم وتكريمهم و9 ملايين من مستحقى المعاشات هم من دفعوا الثمن ". ووجه "الفرغلى" نداءً للحكومة بإعطاء أصحاب المعاشات حقوقهم قائلا: "إنهم مجموعة من البشر تتبع الحكمة الصينية لا ترى ولا تتكلم"، متسائلا: "أى حكومة تلك التى لا تعطى حقوق أصحاب المعاشات ؟"، وتابع: "أتباع بطرس غالى والفاسدين يحاولون رفع سن خروج التأمين عن العمل إلى 25 سنة، ومعنى ذلك أن 17 مليون عامل سيكونون بلا مظلة تحميهم". وعن حكومة محلب، أوضح فرغلى أنهم اجتمعوا مع رئيس مجلس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، ووعدهم أن ينهى أزمتهم خلال 30 يوما، ولكن الصمت كان هو الرد الوحيد منه، ولم يتكلم واستغلت الحكومة كبر السن والمرض واستولوا على أموالنا، وسددوا منها مطالب الحد الأدنى للأجور والمطالب الفئوية . وأشار فرغلى إلى أن 5 ملايين من 9 يتقاضون 500 جنيه، وذلك يعتبر موقف غير إنسانى فالحكومة تستغل كبار السن بدلا من تكريمهم، قائلا: "سنكشف كل شىء للرأى العام، فالرقابة المالية فى مصر تُحكم من أنصار بطرس غالى، وسأتقدم ببلاغ للنائب العام ضد هذا الشخص وعملائه، الذين يسعون لرفع سن المعاش المبكر ل25عامًا"، مشيرا إلى أنه جريمة كبيرة فى حق أصحاب المعاشات، موضحا أن هذا يعنى نزع الحماية عن 7 ملايين من أصحاب المعاشات . ومن جانبه قال سعيد الصباغ، الأمين العام للنقابة العامة لأصحاب المعاشات، "إنه التقى المشير عبد الفتاح السيسى، المرشح الرئاسى وطرح عليه مشكلات ومطالب أصحاب المعاشات، وكان رد المشير أنه سيتم تحقيق المطالب، أما المرشح حمدين صباحى فلم يقل لنا شيئا عن نواياه تجاهنا، لأننا لم نعرض عليه شيئا من مطالبنا" . الجدير بالذكر أن الاتحاد العام لأصحاب المعاشات عقد مؤتمرا صحفيًا الخميس الماضى، بحزب التجمع بحضور البدرى فرغلى، لمناقشة نتائج لقاء الاتحاد بالمشير السيسى ونتائج اجتماع مجلس إدارة الهيئة القومية للتأمين الاجتماعى، الذى عقد الأسبوع الماضى. وأذاع أصحاب المعاشات بحزب التجمع قبل بدء مؤتمرهم الصحفى أغنية "تسلم الأيادى" معلنين تأييدهم الكامل للمشير عبد الفتاح السيسى رئيسًا للجمهورية. وأكد "فرغلى" خلال كلمته فى المؤتمر أن المشير لم يصبح رئيسًا حتى الآن، حتى يستطيع تنفيذ قرار، إلا أن الورقة التى تتعلق بقضيتنا مهمة جدًا فى برنامجه، لافتًا إلى أنهم قالوا له: "أموالنا وتحويشة عمرنا عايزينها أمانة عندك".
