يمكن اعتبار "ماري إيتون" نموذجا لقوة الإرادة، فبعد أن تركت شهيتها تقودها إلى السمنة والزيادة المفرطة في الوزن، أصرت على أن تعود إلى وزنها الطبيعي، ولتصبح سيدة رشيقة بعد أن كانت لا تستطيع مجرد الوقوف أو صعود السلم، فكانت تقضي الوقت مستلقية على أريكة، وتحدت نفسها بالثورة على جسدها الذي حبسها في المنزل، بعد أن وجدت أن المقاعد خارج بيتها تنهار تحت وطأة وزنها الثقيل، الأمر الذي أصابها بمرض نفسي هو الخوف المرضي أو رهاب الخروج من المنزل. استطاعت "إيتون" أن تخفض من وزنها في السنتين الأخيرتين حوالي 210 كيلوجرامات، وكان وزنها قبل بدء معركتها ضد جسدها يقترب من 400 كيلوجرام، وكان كما تقول يعادل وزن جميع أفراد عائلتها المكونة من الزوج وأربعة أبناء. تبلغ "إيتون" الآن 42 سنة، وهي ربة منزل تعيش في بلدتها نيو آرك ترينت في نوتينجهام شير البريطانية، وقد بدأت معركتها باتباع نظام غذائي صارم، كسبت فيه المعركة بفقدها نصف وزنها. كانت "ماري إيتون" تشرب المياه الغازية بنهم شديد، وتتناول وجبة عائلية من الوجبات الجاهزة والتي يبلغ سعرها 40 جنيها إسترلينيا، كانت تتناول هذه الوجبة في الليل وحدها، وهو طقس كانت تكرره 4 مرات على الأقل أسبوعيا. جاءت ثورة "إيتون" على وزنها عندما نظرت في المرآة لنفسها وكانت تستعد للاحتفال بعيد ميلادها الأربعين، وسألت نفسها: أين جسدي الذي يقبع تحت هذه الجبال، وتذكرت كيف كان وزنها وهي صغيرة حوالي 35 كيلو، وعندما زاد قفز ليصبح 114 كيلو. أيقنت ماري لحظتها أنه لابد من التغيير الحاسم والجذري، حتى لا تموت وتترك أطفالها دون أم كما حدث معها ذات يوم، حتى أصيبت والدتها بنوبة قلبية ماتت على إثرها وهي بين ذراعي ابنتها "ماري" التي كان عمرها حينئذ 16 عاما، ولتبدأ الصدمة تتحول عندها إلى الشراهة في تناول الطعام. كانت الإشارة الأكثر صعوبة تكمن في مداعبة إحدى بناتها حين قالت لها وهي تعد لعيد ميلادها إن من المؤكد أنها أثقل امرأة في بريطانيا، لتتحول الدعابة إلى ناقوس خطر ولحظة البداية نحو التغيير. لكن ماري لا تنسى فضل زوجها "بول" الذي نصحها في بداية تعارفهما، وكان عمرها آنذاك 36 عاما بالبدء في عملية التخسيس وكان ذلك حافزا أول لها، وبدأت نظامها الغذائي القاسي فكانت تكتفي بغذاء يمنحها 800 سعر حراري في اليوم، وبدأت تقلص من تناول المشروبات الغازية فأنقصت لترين منها يوميا، كما شطبت من قاموسها رقائق البطاطس والشوكولاتة، وخفضت من النقانق وكانت تتناول منها 6 يوميا لتكتفي باثنتين فقط، واستبدلت الكميات بالسلطات. رغم ذلك، فإن مشوار "إيتون" لم ينته مع السمنة، فوزنها يزيد حاليا عن المائة كيلو، وتقول إن معركتها مستمرة ضد الكيلوجرامات الزائدة تحت جلدها، حافزها في ذلك أن بداية المشوار بخطوة، فيما بدأته هي ب 400 كيلوجرام.