فن الخاطرة.. ضرب من ضروب الإبداع، لايقل أهمية عن غيره من الفنون الأخرى، من شعر ونثر وزجل وقصة ورواية، بل إنه قد يتعداها فى بعض الأحيان، ويصبح أعلى مكانة، وأوفر حظًا من حيث القبول لدى قطاع عريض من المتلقين يشعرون انه تعبير عمّا يجيش بخاطرهم وما يداعب نفوسهم من أحلام وما يعن لهم من أوجاع ومشكلات. والنص الذى بين أيدينا من فن الخاطرة بعنوان "حكاية جنيه".. استطاع كاتبُه الزميل محمد شنح، المحرر ب"المشهد"، بث وجعه ومن هم على شاكلته من شباب تفتحت أعينهم على نظام حاكم بدلا من أن يجتهد القائمون عليه فى رفع قيمة الجنيه "العملة"، اتخذوا سبيلا آخر للقضاء عليه، فاتبعوا سياسة ال"تعويم"، ولأنه لم يكن سباحًا ماهرًا، أو أنه لم يجد من يساعده فى مواجهة الأمواج العاتية التى اجتاحت الاسواق المصرفية، فلم يكن له من سبيل سوى "الغرق".. والغرق المدوى، ليصبح الجنيه المصري، عملة بلاقيمة.. و.. إلى النص لنتعرف مع كاتبه على القيمة الشرائية لعملتنا المحلية:
حكاية جنيه اسمعوا الحكاية ديا ومتضحكوش عليا رحت اشترى فول وطعمية وفرحان بالجنيه اللي في ايديا صاحب المحل قال لي السعر بقا زيادة والجنيه بتاعك معدش يشترى حاجة قلت مش مهم أروح شغلى جعان لحد ما أرجع ع الغدا وأمي تعمللي بتنجان ماشى في وسط الشارع هلكان في وسط الزحمة والدخان قلت أركب أتوبيس النقل العام واقف في وسط الأتوبيس بنام جالي الكمسري تذاكر يا ريس طلعت له الجنيه إياااه قال لي ما أحنا لغيناه معدش يجيب تمن البنزين ولا حتى الدخان ونزلت من الأتوبيس متهان قلت ايه اللي جرى للناس هو الجنيه بقا بالجزمة ينداس قلت بدل ما أرميه في الشارع ولا أرميه في الميّه أديه للشحات ده يدعي لي بيه دعوة جيت أديهولوه معجبوش قال لي عايز تدخل الجنة بجنيه دا معدش يجيب تمن الكبريت اللي يولعوا بيه في النار فيك