ذكر الجيش الإسرائيلي أنه اعترض اليوم الأربعاء سفينة في البحر الأحمر قبالة ساحل السودان وإريتريا تحمل صواريخ متقدمة قادمة من إيران وكانت في طريقها إلى مسلحين فلسطينيين في قطاع غزة. وقال مسؤولون إسرائيليون إن السفينة كانت تنقل صواريخ من طراز "ام-302" سورية الصنع يصل مداها إلى 160 كيلومترا وتحمل رؤوس حربية تصل إلى 150 كجم، موضحين أن هذا كان سيحسن من قدرات النشطاء في القطاع الساحلي ويجعلهم قادرين على استهداف معظم إسرائيل. وكانت السفينة، التي تديرها شركة تركية، ترفع علم بنما متجهة إلى ميناء بورسودان. وتم اعتراض السفينة في وقت مبكر اليوم الأربعاء في المياه الدولية قبالة ساحل السودان وإريتريا على بعد أكثر من 1500 كيلومتر من منتجع إيلات على البحر الأحمر في جنوب إسرائيل. وقال رئيس هيئة أركان الجيش بيني جانتز في مؤتمر صحفي في تل أبيب "لقد ظللنا نتابع هذه الشحنة لفترة طويلة". وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بيتر ليرنر للصحفيين "لدينا أدلة واضحة. نعرف أن الإيرانيين هم وراء هذه الشحنة". وأوضح أنه تم نقل الشحنة جوا من دمشق إلى طهران، ومن هناك، تم نقل الصواريخ برا إلى ميناء بندر عباس جنوبإيران ثم عبر الخليج إلى ميناء أم قصر العراقي. وتعتقد إسرائيل أنه كان من المقرر نقل الأسلحة من السودان إلى غزة عن طريق البر وعبر الصحراء في كل من السودان ومصر وشبه جزيرة سيناء. وأوضحت الإذاعة أن السفينة التي يطلق عليها اسم "كلوس سي" كان على متنها 17 بحارا من جنسيات مختلفة، لا تعتقد إسرائيل أنهم متورطون وسيتم إطلاق سراحهم في أقرب وقت ممكن بمجرد وصولهم إلى إيلات. وفي أعقاب الكشف عن شحنة الصواريخ، اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إيران بتزويد المنظمات "الإرهابية" بالأسلحة. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية اليوم عن نتنياهو قوله "في الوقت الذي تنتهج فيه إيران سياسة الكلام المعسول وتوزيع الابتسامات فإنها تزود منظمات الإرهاب بأسلحة فتاكة من خلال عمليات سرية متشعبة بهدف المساس بمواطنين أبرياء". وشدد رئيس الوزراء الإسرائيلي على أنه لا يجوز أن تمتلك إيران أسلحة نووية. وفي السياق نفسه، اتهم وزير الخارجية الإسرائيلي افيجدور ليبرمان اليوم الأربعاء إيران بالتورط في الأنشطة "الإرهابية". وقال ليبرمان "إيران غارقة في الإرهاب من رأسها حتى أخمص قدميها" حسبما ذكرت الإذاعة الإسرائيلية. وأضاف وزير الخارجية الإسرائيلي أن الحرس الثوري الإيراني يقف وراء محاولة تهريب الأسلحة بالتعاون مع سورية ومنظمات "الإرهاب". من جهة أخرى، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية عن نيتها تقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي ضد إيران بسبب حادث السفينة. وعلى الجانب الآخر، قالت وزارة الداخلية في حكومة حركة "حماس" المقالة إن إعلان إسرائيل عن ضبط سفينة محملة بالأسلحة كانت في طريقها إلى غزة، يستهدف "تبرير الحصار المفروض على القطاع". وشكك المتحدث باسم الوزارة إسلام شهوان في بيان له، في الرواية الإسرائيلية بشأن ضبط السفينة، مشيرا إلى أن "البحر كله مغلق ومحاصر من قبل البحرية الصهيونية ولا تستطيع أية سفينة الإبحار لأنه سيتم اعتراضها". وقال شهوان إن "المقاومة ليست بالسذاجة بمكان لتقوم بإرسال كمية من الأسلحة عبر البحر في ظل الحصار البحري المطبق على قطاع غزة". واعتبر أن الإعلان الإسرائيلي "يأتي لتبرير الحصار المفروض على غزة وفي ظل حديث بعض المؤسسات الشعبية في أوروبا عن نيتها الإبحار إلى القطاع لفك الحصار".