قال وكيل وزير الخارجية الأمريكى ويليام بيرنز، إن بلاده لا تزال مهتمة بإدامة تحالفاتها القوية مع دول الخليج، مؤكدا أن صفقات الأسلحة الهائلة مع المنطقة دليل على ذلك. ونقل راديو (سوا) الأمريكى اليوم الخميس، عن بيرنز قوله خلال كلمة له فى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية فى العاصمة الأمريكية، واشنطن إن منطقة الخليج ستبقى محورية بالنسبة لمصالح الأمن القومى الأمريكى، رغم الحديث الجارى عن قرب تحقيق الولاياتالمتحدة لاستقلالها النفطى، "نحن نستطيع وينبغى علينا انتهاز هذه اللحظة من أجل تجديد وتقوية شراكتنا مع دول الخليج وجعلها أكثر مرونة لخدمة تطلعاتنا المشتركة". وأوضح بيرنز، الذى قاد المفاوضات السرية بين الولاياتالمتحدةوإيران بشأن برنامج طهران النووى، أن وصول الولاياتالمتحدة إلى مرحلة الاستقلال النفطى يعنى المزيد من العمل مع دول الخليج وليس العكس، مؤكدا أن العلاقات مع دول الخليج نجحت فى تجاوز العديد من الصعوبات فى العقود الماضية. وتوقع المسئول الأمريكى أن يتجاوز الطرفان المرحلة الحالية من علاقاتهما، قائلا: "أنا مقتنع بأننا نرتكب خطأ حقيقيا إذا تركنا شكوكنا واختلافاتنا التى تظهر بين فترة وأخرى تضعف العلاقات التاريخية التى تجمعنا. أنا مقتنع بأن مصالحنا الاستراتيجية ستبقى خلال السنوات العديدة المقبلة أكثر قربا، كما أننى مقتنع بأننا ودول الخليج سنحصل على فوائد أكبر من خلال العمل معا بدل العمل بصورة منفصلة عن بعضنا البعض". وأضاف بيرنز أن علاقات بلاده مع دول الخليج هى الأوسع اليوم بالمقاربة مع أى وقت مضى. وفى الشأن السورى، دعا بيرنز موسكو لاستخدام نفوذها لدى نظام الرئيس بشار الأسد من أجل إنجاح مفاوضات السلام فى الوصول إلى الهدف الذى وضعت من أجله وهو إقامة هيئة انتقالية تقوم بنقل الحكم فى قيادة جديدة فى سوريا. وقال بيرنز، "كلما طال أمد الحرب الأهلية فى سوريا كلما زاد من خطرها على الشعب السورى، والمنطقة، لا يمكن أن يكون هناك استقرار وحل للأزمة بدون الانتقال إلى قيادة جديدة، ليس لدينا أى أوهام بشأن التحديات التى تنتظرنا من أجل تحقيق هذا الهدف". واتهم بيرنز نظام الأسد بأنه لم يكن جديا خلال مفاوضات إحلال السلام فى سوريا والتى عقدت فى جنيف "لا يوجد دليل واحد بأن النظام كان جديا فى مفاوضات جنيف، وأعتقد أن لروسيا دورا تقوم به من أجل إنهاء ذلك من خلال استخدام نفوذها كله، للسير باتجاه تحقيق هدف بيان جنيف1، وهو تقديم هيئة انتقالية حاكمة بصلاحيات كاملة يتوافق عليها الطرفان الحكومى والمعارض فى سورية. الدعم الروسى سيكون حاسما لتحقيق أى تقدم دبلوماسى على هذا المسار". وعن الشأن الإيرانى، قال بيرنز إن إبقاء قادة المنطقة فى صورة مستجدات المفاوضات مع إيران بشأن برنامجها النووى قد يكون كافيا لإزالة المخاوف من تداعيات مثل هذه المفاوضات، مؤكدا أن الحديث إلى إيران لا يعنى إهمال تدخلات إيران غير المقبولة فى أجزاء من المنطقة ومنها دعمها لمجموعات مقاتلة كحزب الله.