الآن اكتشف جميع الصعايدة أنهم وقعوا في الفخ، والفخ المقصود باننا وقعنا فيه هو ما كنا ننتظره من الثورة لتنمية الصعيد والأهتمام بأهله، وتوفير فرص العمل لأبنائه، ورصف طرقه وشوارعه، وانشاء المزيد من المدارس والجامعات والمصانع والشركات به فهو محروم من جميع الخدمات الموجودة في قرى وارياف وجه بحري فضلا عن محافظات البحر الأحمر والساحل الشمالي، إلا أننا اكتشفنا الآن أن الجميع يهملون الصعيد سواء مبارك أو المجلس العسكري أو الاخوان أو النظام الحالي وحتى النظام المقبل. محافظات الصعيد لم تشارك في الثورة في بدايتها، ولحقت بقطار الثورة بعد ذلك إلا أنها منذ التحاقها بهذا القطار الثوري لا تزال ثائرة تطالب بحقها المشروع في الحياة، مثلها مثل بقية محافظات الجمهورية التي استأثرت بكل الجهود التنموية خلال حقبة ثورة يوليو 1952 وطوال عهدي السادات وميارك، بينما بقيت محافظات بني سويف والمنيا وسوهاج وقنا الفيوم دون أي خطط لتنميتها، فهل يستحق أهلنا في الصعيد هذا الإهمال؟ الصعايدة يقولون إنهم لم ينصفهم أحد من الحكام الذين تولوا عرش مصر، حتى أصبحت محافظاتهم طاردة لأبنائها النوابغ الذين يهاجرون بحثا عن العمل في القاهرة، أو محافظات أخرى، فلا توجد مصانع أو شركات بمحافظاتهم حتى يعملوا بها. لقد أهملت جميع الحكومات الصعيد لعقود طويلة حتى بدأت مشاكله تتفاقم تباعا بدءا من سوء الأحوال المعيشية لقاطنيه وتفاقم مشكلة البطالة وتهالك البنى التحتية وظهور حالات السخط على الدولة التى تجلت فى موجات الإرهاب المتتالية خلال التسعينيات وزيادة نزوح أهل الصعيد إلى الوجه البحرى والقاهرة وما تبعه من مشاكل. مشكلة الحكام في مصر أنهم ينظرون فقط إلى القاهرة على أنها مصر، وإذا نظروا إلى غيرها فالاسكندرية وشرم الشيخ ومحافظات الوجه البحري القريبة من القاهرة، أما الصعيد فهو منسي دائما وملغي من قائمة مشاريعهم، رغم أن وضع جميع الاستثمارات والمشاريع والوزارات في القاهرة نتج عنه التكدس المروري والبشري والزحام وظهور العشوائيات والتحرش حتى اصبحت قاهرة المعز منبعا لأطفال الشوارع ومجهولي النسب والبلطجية والمرتزقه,وغدت الملجأ الوحيد للعمل بالجمهورية ونسي سكانها الشهامه المصرية والرجوله, ومن فرط اهتما الحكومات المتعاقبة بها نسي الناس اسم القاهرة ودائما نقول عليها مصر ! يا سادة الصعيد يحتاج وقفة حاسمة وبدعم من الرئيس شخصيا وأنا هنا لا أقصد الرئيس عدلي منصور إنما الرئيس القادم، حتي يتخلص الصعيد من غياهب النسيان التي عاني منها كثيراً طوال السنوات الماضية، ولتكن البداية من تعيين نائب للرئيس من اهله يتولي مشروع النهوض بهذا الجزء الغالي من مصر قبل أن تتفاقم الأمور وتزداد الفجوة بين أبناء الشمال والجنوب ويأتي اليوم الذي لا ينفع معه الندم والبكاء علي اللبن المسكوب وكفانا ما حدث في سيناء.