جبرائيل: عنف "الإخوان" لعرقلة الاستفتاء "رقصة الوداع" سويلم: "محااولا تعطيل الاستفتاء ستفشل" يوسف: "لم يعرف التاريخ جماعة هزمت شعبا" في مشهد دام من مشاهد العنف التي تشهدها مصر خلال الشهور الأخيرة الماضية منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي في 3 يوليو الماضي، قدمت جماعة الإخوان عرضًا جديدًا الجمعة الماضية في التظاهرات التي دعا اليها التحالف الوطني لدعم الشرعية، المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي، ضمن فعاليات ما سماه أسبوع "الشعب يشعل ثورته"، احتجاجا على ماوصفوه بإجراءات التصعيد المستمرة ضد أنصار الجماعة وللحشد لدعم المعزول مرسي، قبيل يوم محاكمته غدا- الأربعاء، وقبل أسبوعين من إجراء الأستفتاء على مسودة الدستور الجديد الذي انتجته لجنة الخمسين برئاسة عمرو موسى. لا تحتاج مشاهد العنف والحرق الى أي تفسير، ما دام توازن الرعب والدم والاستباحة يعمم الشهداء على ضفتي المشهد المصري في مسعى محموم الى تفجير الفتنة وإلحاق مصر بما يجري في سوريا والعراق على خط زلازل اقليمية ومذهبية تضرب المنطقة بأسرها. دأب أنصار الرئيس المعزول على التظاهر منذ عزل الجيش مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، يوميا احتجاجا على ما سموه "الانقلاب ضد الشرعية". في البداية أغلقت قوات الجيش والشرطة، صباح الجمعة، ميادين التحرير ورابعة والنهضة بشكل كامل، تحسبا للمظاهرات التي دعا إليها التحالف الوطني لدعم الشرعية، وانتشرت مدرعات الجيش على كافة مداخل ميدان التحرير وأغلقته تماما أمام حركة مرور السيارات، كما تم وضع أسلاك شائكة على المداخل، وتم تحويل الحركة المرورية إلى مسارات أخرى بميدان التحرير ورابعة. على الفور وبعد انتهاء المصلين من أداء شعائر صلاة الجمعة، تجمع أنصار مرسي والإخوان في أماكن التمركز التي اعتادوا عليها بمسيراتهم من عدة نقاط باتجاه مناطق متفرقة من محافظتي القاهرة والجيزة وعدد من محافظات مصر. في مسيرة لأنصار الإخوان بالجيزة، اعتدى أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى، على أفراد الشرطة بمنطقة الطوابق بفيصل وأشعلوا النيران بإحدى سيارات الشرطة، مما أدى إلى حدوث دوى انفجار وذعر فى المنطقة، جاء ذلك أثناء مرور مسيرة تضم العشرات بمنطقة الطوابق، حيث قام أحد المنتمين لجماعة الإخوان الإرهابية، بإطلاق أعيرة نارية فى الهواء، وقام أهالى المنطقة بإطفاء سيارة الشرطة المحترقة مستخدمين أوانى الطهى. وفي مسيرة إخوانية بمدينة نصر، قطع عناصر من تنظيم جماعة الإخوان الطريق بتقاطع شارعى مصطفى النحاس مع مكرم عبيد، ومنعوا مرور السيارات فى الاتجاهين بمدينة نصر، وعلى الفور انتقلت قوات من الأمن المركزى، وتم التعامل مع المتظاهرين بقنابل الغاز لتفريقهم، إلا أنهم قاموا بإشعال النيران فى إطارات الكوتشوك، ورشقوا قوات الأمن بالطوب والحجارة والألعاب النارية والشماريخ، كما قاموا بتحطيم أتوبيس تابع لهيئة النقل العام بمدينة نصر، واعتدوا على الركاب بداخله، ورشقوا السيارات المتوقفة على جانبى الطريق بالحجارة مما أدى إلى تحطم عشرات السيارات، وأدت الاشتباكات إلى توقف حركة المرور بالمنطقة، وسادت حالة من الكر والفر بين الطرفين. من جانبه، علق اللواء حسام سويلم، الخبير الاستراتيجى، على الأحداث التي افتعلها أنصار جماعة الإخوان الجمعة الماضية، واصفُا آياها بأنها محاولات تستهدف تعطيل الاستفتاء على الدستور الجديد، متوقعًا لها بالفشل، قائلا: "الإخوان لو حاولوا فعل أى شيء لإفساد يومى الاستفتاء هتيجى على دماغهم". أضاف "سويلم" - في تصريحات خاصة ل"المشهد" - أن محاولات الإخوان السابقة لنشر الفوضي بالبلاد فشلت في أحداث عدة أبرزها محمود محمود، ومجلس الوزراء. وعزا "سويلم" حديثه إلى التصريحات والبيانات التي تصدرها جماعة الإخوان في دعواتها لأنصارها للنزول في التظاهرات والمشاركات للحشد لها، باستخدام ألفاظ ومصطلحات تحرض على العنف والأرهاب. يذكر أن التحالف الوطني لدعم الشرعية المحسوب علي جماعة الإخوان كان قد دعا أنصاره في بيانه الأخير قائلا :"لتكن مليونية الجمعة يوما مشهودا من أيام الثورة المجيدة، استعدادا لمليونية مهيبة الأربعاء المقبل تحت عنوان الشعب يدافع عن رئيسه يوم الجلسة الجديدة من مهزلة القرن في المكان الذي يحدد للمحاكمة الهزلية، وتأهبوا لجولات الحسم الذي يقترب". ومن المقرر أن يجرى الاستفتاء على الدستور الجديد يومي 14 و 15 من شهر يناير الجاري، وفق ما أعلنه المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية المؤقت، داعيًا الشعب المصري للمشاركة في الاستفتاء. كما تعقد الجلسة الثانية لمحاكمة مرسي وعدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين والنشطاء الإسلاميين بتهمة الاشتراك في قتل متظاهرين أمام قصر الاتحادية في ديسمبر 2012 يوم الأربعاء القادم. وتم رفع الجلسة الأولى يوم 4 نوفمبر للإطلاع، حيث شهدت صخبا نتيجة هتافات المتهمين داخل قاعة المحاكمة وإعلان مرسي عدم اعترافه بالمحكمة. وفي مسيرة إخوانية بمنطقة المعادي قام أنصار جماعة الإخوان بمحاولة قطع الطريق أمام المحكمة الدستورية العليا، الأمر الذي دفع قوات الشرطة لإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع على المسيرة بكورنيش النيل بالمعادي، فتفرق أنصار الإخوان في الشوارع الجانبية. وفي الإسكندرية، فرقت قوات الشرطة، بقنابل الغاز المسيل للدموع مسيرات لأنصار الإخوان بحي ميامي شرق المدينة وحي البيطاش غربا، بعد اشتباكات دامية دخلوا فيها مع أهالي الأسكندرية. من جانبها قالت وزارة الداخلية، إن الأجهزة الأمنية ألقت القبض يوم الجمعة على 122 من "العناصر الإخوانية المتورطة" فى الاشتباكات التي اندلعت يومها بمحافظات القاهرةوالإسكندرية والجيزة والفيوم والإسماعيلية وقنا. أضافت الداخلية، في بيان على صفحتها على فيس بوك، أن عناصر الإخوان قاموا خلال تظاهرتهم في بعض المناطق باستخدام أسلحة نارية وخرطوش وزجاجات مولوتوف وألعاب نارية وأسلحة بيضاء، مما أسفر عن إصابة عدد من المواطنين ورجال الشرطة بعضهم إصابته خطيرة. تابعت أن الأجهزة الأمنية "تصدت بشكل حاسم وفوري لتجماعات أنصار الإخوان وتمكنت من التعامل والسيطرة على الموقف، وضبط 122 من العناصر الأخوانية المتورطة فى تلك الأحداث وبحوزتهم قنابل محلية الصنع وكميات من زجاجات المولوتوف والأسلحة النارية والبيضاء". واندلعت اشتباكات الجمعة الماضية أسفل الطريق الدائري بمنطقة المريوطية بين أنصار جماعة الإخوان وقوات الأمن، وأظهرت قناة "أون تي في" لقطات حية لقوات الأمن تطلق قنابل الغاز المسيل للدموع بشكل مكثف لتفريق عناصر الإخوان الذين قاموا بإشعال النيران في إطارات السيارات وقذفوا قوات الأمن بالحجارة مما أسفر عن إصابة مجندين اثنين من الأمن المركزي. قامت قوات الأمن بمدرعتين بمطاردة أنصار الإخوان أسفل الكوبري لمحاولة السيطرة على الموقف، وأطلقت عدة أعيرة خرطوش في الهواء لتفريق أنصار الإخوان، وقام أنصار الإخوان بإطلاق أعيرة نارية. كما اندلعت اشتباكات متفرقة بين أنصار الإخوان وقوات الشرطة في شارع جسر السويس قرب ميدان الألف مسكن شرق القاهرة، وذلك بعد محاولة الشرطة فض المسيرة فرشقها أنصار تنظيم الإخوان بالحجارة والزجاجات الفارغة فأطلقت قوات الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المشاركين في المسيرة التي خرجت من عدة مساجد بشرق القاهرة بهدف الوصول لميدان الألف مسكن الذي شهد اشتباكات عنيفة. من جانبه، علق الدكتور نجيب جبرائيل، رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان، على تظاهرات أنصار تنظيم الإخوان التي تشعل الساحة السياسية هذه الأيام وعلاقتها بعرقلة إجراء الاستفتاء على الدستور، قائلا :"إن ما تشهده الفترة الحالية من توتر وعنف علي الساحة السياسية من قبل جماعة الإخوان المسلمين أمر متوقع خاصة ونحن علي أبواب أولي خطوات خارطة المستقبل وهو الاستفتاء"، مضيفًا في تصريحات خاصة ل"المشهد" أن الإخوان تحاول إفشال العرس الديمقراطي الذي ستشهده مصر الفترة المقبلة بإستعراض زائف ووصفه بأنه "رقصة الوداع" لجماعة الإخوان. تابع جبرائيل: "في يوم الاستفتاء سيحاول أنصار الجماعة بكل ما يملكون من قوة تعطيل الذهاب للاستفتاء من خلال أعمال شغب مع رؤساء اللجان أو الدخول وسط المواطنين علي أنهم سيدلون بأصواتهم ويقومون بعد ذلك بمشاجرات"، مؤكدًا أن مؤسسات الشرطة والقوات المسلحة تقوم بواجباتها على أكمل وجه، منتقدًا بعض مواقف للقضاء الذي وصفه بأنه غير ناجز وأن تأخره يعطي الفرصة للجماعة لإرتكاب مزيد من العنف. في سياق متصل، قال الدكتور خالد يوسف، المحلل السياسي، إن الاشتباكات التي تقوم بها جماعة الإخوان المسلمين الآن تعتبر محاولة أخيرة منها لإصلاح وضعها خاصة بعد إعلانها كجماعة إرهابية . وأشار "يوسف" إلي أن تنظيم الإخوان لم يعد أمامه سوى خيارين "التصالح أو التحارب" مع المجتمع ، مؤكدًا أن الجماعة اختارت الخيار الثاني، مؤكدا إنهم يتخوفون من يوم الاستفتاء الذي سيمثل لهم أكبر دليل علي أن الشعب المصري وافق علي خارطة الطريق ونزع السلطة منهم ومن التنظيم الدولي بشكل خاص . يستطرد "يوسف" :"الحرب ستكون شرسة الفترة القادمة التي تعتبر بالنسبة للجماعة حرب بقاء ولكنها لم تترك للمجتمع أي خيار بعيدا عن الأهمال والعنف، مؤكدًا أن الجماعة لم تدرك أن زيادة أعمال التخريب والفساد يؤدي لأصرار الشعب علي اختيار طريقه بنفسه "، مختتمًا حديثه ب:"لم يعرف التاريخ جماعة هزمت شعبا". ومن جانبه، علق الدكتور كمال الهلباوي، عضو لجنة الخمسين ، على احداث العنف التي وقعت مؤخرًا، قائلا :" إن التفجيرات التى وقعت الأسبوع الماضى فى المنصورةوالقاهرة والدقهلية ومدينة نصرلها تأثر علي استفتاء دستور مصر الذي من المقرر إنه سيكون يومي 14 و15 يناير المقبل . وعلق الهلباوي علي الاتهامات الموجه إلي جماعة الإخوان المسلمين بالقيام بأعمال عنف والمشاركة في التفجيرات التي تشهدها الساحة السياسية الآن قائلا :"الاتهامات موجودة وعلينا ننتظر أحكام القضاء التي تسفرها التحقيقات ، خاصة بعد وفاة وإصابة الكثير من الأفراد ". وتعجب الهلباوي قائلا :" لا أعرف ما الفلسفة التي تحرك هؤلاء المجرمون فهي لا تنتمي للإسلام أو اليهودية أو المسيحية فهي تعد أعمال إجرامية مخالفة للإنسانية ". وأكد الهلباوي أن الاستفتاء سيكون يوم جميل كما حدث في الاستفتاءات السابقة ، والجيش والشرطة سيقومون بتأمينه علي أكمل وجه ، وإذا حدث عدوان علي الاستفتاء سيتصدي له الشعب ".