بعد اتهامها بالاشتراك في عمليات إرهابية.. "حماس" عكرت صفو العلاقات المصرية الفلسطينية حالة من الجدل أحدثتها علاقة حركة المقاومة الإسلامية حماس التي تتخذ من قطاع غزة الحدودي مع مصر مقرا لقيادتها، بالأعمال الإرهابية التي تشهدها مصر منذ عملية رفح الأولى التي راح ضحيتها 25 شهيداً من مجندي الجيش، وقالت وقتها مصادر استخبراتية أن حركة حماس لها علاقة بالعملية. العمليات الإرهابية في مصر تزايدت بعد الإطاحة بالرئيس الإخواني محمد مرسي في 30يونية، وكان من أبرز العمليات التي اتهمت فيها حماس بالمشاركة فيها استهداف مبنى المخابرات الحربية في الإسماعلية، ومجزرة رفح الثانية ومؤخراً مبنى مديرية أمن الدقهلية. كان اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، كشف في مؤتمر صحفي عقده الخميس الماضي، أن جماعة الإخوان فتحت قنوات تواصل مع قيادات حركة حماس لتنفيذ المخطط، موضحاً أنه تم ضبط الإخوانى مسعد عبد الحميد وبحوزته عدد من الأسلحة والذخيرة، مشيرا إلى أن جماعة الإخوان سعت للتقارب مع العناصر المتشددة أثناء فترة ولاية مرسى، مضيفاً: " حركة حماس قدمت كل الدعم اللوجستى لمنفذى تفجير مديرية أمن الدقهلية". من جانبها، نفت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الاتهامات التي وجهها وزير الداخلية المصري، اللواء محمد إبراهيم، بتقديم دعم "لوجيستي"، لمنفذي تفجير مديرية أمن الدقهلية نهاية الشهر الماضي. من جانبه، قال الخبير في الحركات الإسلامية سمير غطاس إن حركة حماس فرع من جماعة الإخوان المسلمين، خاصة أن ميثاق حركة حماس الذي صدر عام 1987 يقول البند الثاني منه نصًا أن "حركة المقاومة الإسلامية حماس هي فرع من فروع حركة الإخوان المسلمين"، موضحاً ل"المشهد" أنه علي الجدران في غزة تكتب شعارات "حركة حماس هي الجناح العسكري لحركة الإخوان المسلمين"، مشيراً إلى أن العملية الغادرة التي استهدفت 16 جنديًا مصريًا علي الحدود المصرية في رفح، خرجت المجموعة التي نفذت العملية من قطاع غزة. أوضح غطاس أن كثيرا من هذه الجماعات المسلحة انشقت عن حماس بسبب عدم قيامها بتطبيق الشريعة الإسلامية كما وعدت، ومنها تنظيم (جلجل - جيش الإسلامي بقيادة ممتاز دغمش والجناح العسكري له - التنظيم والجهاد - جند الله - جند الإسلام - جيش الأمة - مجلس شورى المجاهدين)، مشيراً إلى أن حماس قامت بالاتفاق مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر لتسهيل تهريب السلاح في غزة وإظهار الجيش المصري في صورة العاجز عن بسط سيطرته على سيناء، مما يسمح لإسرائيل بإدخال قوات حفظ سلام دولية في سيناء أو يتم قصف إسرائيل من سيناء، كما حدث من قبل ويتم توريط الجيش المصري في حرب مع إسرائيل . كما أكد كمال حبيب الخبير في الحركات الإسلامية إن تورط حماس في الأحداث التي أعقبت عزل مرسي تساعد على توتر العلاقات بين مصر وقطاع غزة بشكل خاص، نافياً ل"المشهد" أن يكون توتر العلاقة مع قطاع غزة له أثر على القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن مصر لها تاريخ طويل في دعم القضية الفلسطينية منذ حرب 48. في السياق، أكد المتحدث باسم حركة فتح أسامة القواسمي أن "فتح" طلبت من حركة حماس بشكل واضح عدم التدخل في الشؤون المصرية، مؤكدا أن "أي فلسطيني عاقل لن يفكر في معاداة مصر شعبا وقيادة لأنه يضر بالقضية الفلسطينية، موضحاً أن أبومازن دعا حركة حماس في خطابه الأخير بشكل واضح الى عدم التدخل في الشؤون العربية، ونحن طلبنا منهم باسم حركة فتح ألا يتدخلوا في الشؤون المصرية فقامت الدنيا ولم تقعد وظنوا ان هذه النصيحة بمثابة صيد في الماء العكر، لكن يجب عليهم ان ينصتوا لهذه النصائح والا يتدخلوا في الشؤون العربية لأن ما نلزم به انفسنا في فتح نطالب حماس بالالتزام به. أشار القواسمي إلى أن "تدخل حماس في شأن عربي أو ارتباطهم بجماعة الاخوان بشكل مباشر ورفضهم المطلق لانهاء هذه العلاقة يضر بمصالح الشعب الفلسطيني والمصري أيضا، ونحن لا نعتقد انه يوجد فلسطيني عاقل يفكر في معاداة مصر شعبا وقيادة وحكومة لأنه يضر بذلك بالقضية الفلسطينية وبنفسه. استطرد قائلا: "لهذه الاسباب ننصح حماس بأن تكون حدود العمل النضالي والتنظيمي داخل الحدود الجغرافية الفلسطينية فقط وان تكون العلاقات مع أي تنظيم في العالم مبنية على اساس المصلحة الفلسطينية". لفت إلى أن دعوة ابو مازن في خطابه أمس لحماس إلى انجاز المصالحة ليست الاولى، فمنذ عام 2007 تسعى القيادة الفلسطينية جاهدة من أجل تحقيق الوحدة الوطنية على أساس أنها خطوة يمكن من خلالها تجاوز العقبات وتقوية الجبهة الداخلية الفلسطينية لمقاومة المحتل.