"تدخل عليك شركة المحمول تلهيك.. وتجيب اللى فيها فيك".. مثل شعبي ينطبق تماما على شركات المحمول فى "مصر المخروبه"، فجميعنا ضحايا لشركات تتمسح فى رداء العالمية، وتدعي أنها تطبق معايير الجودة والشفافية فى خدمة العملاء، وهذا كذب صراح.. الشركات التى لهثت ولا تزال تلهث وراء أصغر عميل فى مصر، هى ذاتها التى تضعك لساعات على ال"Waiting" بعد أن وقعت فى فخها، وغالبا ما تنتهى المكالمة دون ان تلقى ردا من "أبانا الذى فى خدمة العملاء"، وبعد أن يتم خصم قيمة المكالمة بالطبع من رصيد المواطن "المغفل". جهاز حماية المستهلك، والجهاز القومي للإتصالات، يغطان فى النوم، لا يشعران بك، رغم أن دورهما ينحصر في خدمتك، بدءً من متابعة مستوي الخدمة، وصولا لسعر الدقيقة وجدية العروض التى تطرحها عليك. لى مواقف كثيرة لا تعد ولا تحصى مع شركات المحمول، وفكرت أكثر من مره أن أفضح قدر استطاعي هذه الشركات، لكن ما شجعنى على ذلك، الخطوة الجريئة التى اتخذتها الفتاة الجريئة "إيفون نبيل" والتى تعرضت لسرقة ونهب منظم لرصيدها على يد شركة فودافون، ولم تجد حلا للتأثير على الشركة "المستقويه" سوى كتابة لافته بأن الشركة تسرق العملاء، ووقفت بها أمام أحد الفروع، لتكون فضيحة مدوية للشركة العالمية، والتى فجرت الغضب الكامن فى النفوس. أنت عميل جيد ما دمت تستمع لتعليمات الشركة، وعميل مكروه ما دمت تشتكى منها مر الشكوى، هذا هو حال مستخدمى المحمول فى بلدنا. قبل عام مضى، وضعت لى شركة موبينيل "كول تون" ديني، وأنا أحد أشد الكارهين لهذة الخدمة، فقررت أن اتحدث مع خدمة العملاء، وبعد طول انتظار، كان الرد بأن الإشتراك فى الخدمة تم برغبتي، وفى الحقيقة هذا لم يحدث، وبعد مناقشة مندوب خدمة العملاء، ساق لى حجه جديدة، وهى قيامي بضغط زر الإشتراك فى غفلة مني، ورددت عليه بأن تليفوني يغلق الشاشة تلقائيا فور بدء المكالمة، ومن الصعب الضغط على الأرقام بدون إعادة فتح الشاشة، ونجحت فى وضع الموظف فى "خانة اليك"، وطلبت منه إلغاء الكول تون فوراً، وهو ما حدث لكن بعد ان خصمت الشركة قيمة الاشتراك وهو 5 جنيهات، المبلغ تافه فى حد ذاته، لكن ما بالك لو تكرر مع مليون مواطن، ستكون الحصيلة بالتأكيد 5 ملايين جنيه. مشكلة أخرى مع نفس الشركة، وقررت أن أتوجه لفرعها فى شارع محي الدين أبو العز، بعد أن أرهقتنى خدمة الإنتظار دون جدوي، ووجدت الفرع يضم عدد من مكاتب موظفى خدمة العملاء، لكن للأسف لا يوجد سوى موظف واحد داخل الخدمة امام جمهور عريض، وقلت له نصا "تم تغيير نظام خطي دون الرجوع إلى ؟ وتلقيت منكم رسالة تفيد بأن التغيير تم بناء على رغبتي ، وهو مالم يحدث ؟؟ فكان رده على طريقة موظفي الستينيات "الشركة قررت تغير النظام يامحترم"، ولم اجد سوى الصمت أمام الشركة العملاقة، بعد ان تاهت شكوتى الإلكترونية لجهاز حماية المستهلك في غياهب الإنترنت. وفى النهاية فتحت "إيفون" الطريق أمامنا لنعترض ونرفض السرقة العلنية، ونبدأ فى "تجريس" هذه الشركات لتعاملنا معاملة "بنى أدمين".