كشف أحدث استطلاع للرأي أجرته صحيفة (يو اس ايه توداي) الأمريكية النقاب عن أن البيت الأبيض وإيران يواجهان كليهما مهمة شاقة لإقناع الشعب الأمريكي بقبول اتفاق جنيف الأخير بين إيران والسداسية الدولية بشأن البرنامج النووي الإيراني. وأوضح الاستطلاع – الذي نشرته الصحيفة اليوم الثلاثاء على موقعها الألكتروني- أن 32% ممن شملهم الاستطلاع يوافقون على الاتفاق، بيما لم يبد سوى 43% منهم ترحيبهم به، بينما جاء واحد من بين كل أربعة أشخاص إما ليرفض الادلاء بأي اجابة أو ليعلن عدم علمه بما يكفي ليكون رأيا. وأشار الاستطلاع إلى أن أكثر من 62% من الأشخاص سمعوا شيئا ما عن الاتفاق ويقولون إن المسئولين الإيرانيين غير جادين في تبديد المخاوف الدولية بشأن البرنامج النووي الإيراني. كما كشف الاستطلاع أن الديمقراطيين أبدوا دعمهم للاتفاق؛ حيث وافق عليه 50% في مقابل 27%، بينما عارضه معظم الجمهوريين، حيث وافق عليه 14% فقط وعارضه 58%. وتعليقا على الاستطلاع، رأت (يو اس ايه توداي) أن مثل هذه التشككات التي تقبع في ذهن الأمريكيين تعكس في حقيقة الأمر عقودا من الصراع بين البلدين منذ تصاعدت عداوة إيران حيال الولاياتالمتحدة خلال الفترة بين عامي 1979 و1981، وهو ما تجلى في محاولات قطع العلاقات واسهام إيران في هزيمة الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر واحباط سعيه لتولي فترة رئاسة ثانية. ولفتت الصحيفة إلى أن اتفاق جنيف ألزم إيران بتجميد أجزاء من برنامجها النووي لمدة ستة أشهر في مقابل تخفيف العقوبات الدولية المفروضة عليها. من جانبه، ذكر المستشار البارز في الشئون الإيرانية بوزارة الخارجية الأمريكية والزميل في مجلس العلاقات الخارجية ،راي تاكيه، أن:" الفوز على الأمريكيين هو أحد الأسباب التي جعلت إيران تسعى لإبرام اتفاق نووي"..مضيفا:"أن جزءا من السياسات الإيرانية يعتمد على تغيير مسار الرأي العام الأمريكي لاستخدامه كوسيلة لابعاد شبح الضربة العسكرية عنها". وفي الوقت ذاته، كشف المستشار السابق في وزارة الخارجية الأمريكية وعميد كلية الدراسات الدولية المتقدمة فى جامعة "جونز هوبكنز"، فالي نصر، أن مسألة الرأي العام تعد أيضا عاملا في يد أوباما؛ فهو يعتبر أن التوصل إلى أي اتفاق مع إيران يوافق عليه مجلس الكونجرس والشعب الأمريكي تحديه الأكبر.