ألغت إدارة مسرح السلام بالقصر العيني، عرض مسرحية "الديكتاتور" اليوم "الأربعاء" والذي كان يفترض أن يفتح أبوابه مجاناً للجمهور، مشاركة في الاحتفال بعيد ثورة 25 يناير، وفق ما أعلنه مخرج المسرحية حسام الدين صلاح قبل اسبوع من افتتاحها الخميس الماضي، موضحا ل"المشهد" أن إغلاق العرض اليوم جاء بأوامر من وزير الداخلية اللواء محمد ابراهيم، مشيرًا إلى اجتماع مدير الأمن بالوزارة العميد محسن مراد مع العميد هشام فرج رئيس الإدارة المركزية للأمن بالمسارح، حيث اتخذ قرار الإغلاق و جاءت التعليمات الأحد الماضي بعدم العرض يوم الأربعاء لصعوبة التأمين أثناء أجواء احتفالات الثورة. حسام الدين صلاح اكد لنا انه سيسعى لتقديم عرض مفتوح للجمهور وفاءً لوعد صناع العرض الذين لم يستطيعوا تنفيذه للمشاركة بالاحتفال بالثورة. "الديكتاتور" بطولة أحمد سلامة وانتصار وسعيد طرابيك وحسام فياض ومحمد جمعة وفاطمة الكاشف ولاشينة لاشين ومحمود عامر، واستعراضات عماد سعيد، ديكور صلاح حافظ وألحان أحمد رمضان وغناء المطرب الشاب تامر عاشور، و النص إعداد واشعار خميس عز العرب عن نص للكاتب الفرنسي جول رومان، كتبه في عشرينيات القرن الماضي. المسرحية تتناول حالة ما بعد الثورات او الانقلاب علي الحكم و كيف يتم احتواء الثوار من النظام الذين ثاروا ضده، من خلال سطوة وإغواء كرسي السلطة، فتدور الأحداث حول صديقين من الثوار يناضلان لتحرير البلاد من نظام و حاكم فاسد وعندما تتصاعد ثورة الشعب يلجأ الرئيس الى الانسحاب و تعيين قائد الثوار رئيسا للوزراء، يلعب دوره الفنان احمد سلامة، و الذي يتحول تدريجياً الى ديكتاتور جديد يرفض مطالب الثوار و يحاكم رفيق نضاله و يحكم باعدامه. تستعرض المسرحية في جزئها الأول بعض وقائع الثورة المصرية ومنها معركة الجمل و الحوار الاجتماعي بين مختلف فئات الشعب في ميدان التحرير مستعرضا بعض طقوس الحياة في الميدان خلال ايام الاعتصام الاولي، والموقف من البلطجية و خلافات الرأي بين التيارات السياسية المختلفة، ثم تنتقل الى أحداثها الافتراضية بوصول الثوار الي السلطة، العرض يشير بشكل صريح لاسرة مبارك و الثورة علي التوريث و دور سوزان مبارك في ادارة البلاد، ورغم سقوط عدة مشاهد في فخ افيهات النجمة انتصار والفنان سعيد طرابيك في دوري الرئيس و زوجته الا ان العرض نجح بشكل عام في تقديم الصراع بين الثائرين و حجج كل منهما ليكشف كيف تختطف الثورات بمشاركة صناعها وكيف تتغير مواقف السياسيين وفقا لموقعهم علي الخريطة السياسة.