لأكثر من يومين وقفت عاجزاً ان استوعب جرأة رئيس وزراء مصرالمؤقت حازم الببلاوي على طلب سن قانون يحمي قرارات الحكومة من المحاسبة والمساءلة بحجة "حسن النية" ، وكدت افقد عقلي من كم "الفجور" الذي يصاحب مطالب هذه الحكومة المؤقته ، الا ان ما ساهم فى استيعابي لاقدام الببلاوي ورفاقه على مثل هذه المطالب قصيدة لشاعر مغمور يخالف فيها الناموس الطبيعي للبشر ، ويأتي لنا باكتشاف ان الرجل "يحيض" ويزف لنا خبر ان نساء مصر كلهن "حبليات" بنجوم السيسي .! لن اخاطب شاعرا بكل هذا "الانجذاب" غير اني فقط اطلب منه عندما يتحدث عن رجل يحيض ونساء حبلى فعليه ان يتحدث عن نفسه او من يعرفهم من الرجال الذين يحيضون والنساء الحبليات "حبل جماعي" الا ان هناك ثمة ربط بين جرأة الحكومة وفجورها وبين تلك النوعية من المحسوبين على المثقفين ، فلم يكن للببلاوي ورفاقه ان يطالبوا بقانون يحمي من يصدر قراراً ينتج عنه فساد مالي او اداري او دماء بحجة "حسن النية" الا وفي مصر مثل هذه النوعية من "عباد الاصنام" صانعي الالهة. مطالب الببلاوي لا تنم ابداً عن حكومة وطنية تأتي لبلد فى حالة ثورة ، بل انها اقرب لنظام سامي ، او ملكي وربما يصل تفسير تلك المطالب الى انهم يتخيلون انهم نظام منزل من السماء لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وربما تفسير ثالث انهم مجموعة من الاطفال غير المكلفين الذين لا يدركون نتائج تصرفاتهم ومن ثم ليس على الاطفال حرج ! للحظة توقفت لأتذكر حديث الببلاوي مع إحدى القنوات منذ ما يقرب من شهر عندما رد على المذيعة التى قالت له ان الحكومة مرتعشة فكانت اجابته سريعة وحاسمة ان هذا ادعاء غير صحيح فنحن من قام بفض رابعة والنهضة ولسنا مرتعشين وبدا وقتها انه يحتاج "التبخير" من الحسد لا "التحصين" من الارتعاش. حسناً ... انتم فضضتم اعتصامي رابعة والنهضة، أى انكم تملكون الجرأة التي تأخذ قرارت ينتج عنها الكثير من الدماء دون ان ترتعش ايديكم ، فما هى نوعية القرارات التى تريدون تحصينها اذا ؟! لم يتبقي اذا الا الحديث عن قرارت تتعلق بالامور المالية ، فهل يرى الببلاوي أن حكومة تضم وزيرا متهما بقضايا تربح وقبول هدايا حسب تقرير جهاز حكومي كبير ، وثان ذهب لاداء فريضة الحج على نفقة الدولة هو ونجله وزوجته واخرين ليسوا فوق مستوى الشبهات تحتاج لتحصين قرارات او يزعجها اتهامات ؟ قطعا ً وصل الببلاوي ورفاقه لمرحلة من الجرأة غير المسبوقة فى تاريخ اى حكومة مصرية ، وتخطت مطالبهم مدى الادراك الطبيعي لعقول الشعوب العادية فضلاً عن "شعب ثائر" ، لكن الاكيد ايضا ً ان الببلاوي ما كان ليجرؤ على طلب مثل هذه "البلاوي" الا ولديه يقين ان مصر بها رجال "تحيض" ونساء تحبل "حبل جماعي" تحت تأثير الانجذاب ! ولم يعد يسعني الا ان اطالب كل ذوي المرؤة من الرجال ، وذوات الشرف من النساء ان يقفوا جميعا ً ويقولون للببلاوي "مصر ليس بها نوعية البشر الذين كتب عنهم مختار عيسى ، وعليك ان تذهب للجحيم انت وحكومتك التى تريد التحصين من الجرائم .