لا أدرى سبباً لتخاذل حكومة الدكتور حازم الببلاوى وتراخيها عن التصعيد المطلوب ضد الإرهاب والإرهابيين.. ومادمنا قد وضعنا أيدينا على مصدر هذا الإرهاب، وعرفنا هؤلاء الإرهابيين، فلماذا هذه الرخاوة واللين والميوعة فى التعامل مع تنظيم الاخوان وأعوانه، الذين وُلِدوا من تحت عباءته؟.. ولماذا هذا التخاذل بعد أن ثبت للمصريين وللعالم أنه تنظيم إرهابى، قد مارس العنف والترويع والحرق وسفك الدماء، ويتباهى بما يفعل ويتوعد بالاستمرار فى مسيرة الضلال؟. صحيح أن ثورة 30 يونية قد استهدفت اسقاط حُكم «المُرشِد» وقد نجحت، غير أن الشعب صاحب هذه الثورة أدرك أن مجرد إسقاط حكم الاخوان غير كاف.. الشعب يريد القضاء على الإرهاب، ويريد القضاء على تنظيم الإخوان، الذى أصابته ضربة موجعة أفقدته اتزانه وقدرته وقوته ونظامه وقيادته، غير أن هذا كله غير كاف.. فمازال التنظيم على قيد الحياة، وتاريخه يؤكد أنه إذا لم يُقضَ عليه سيعود لسيرته وإرهابه.. والفرصة باتت مُهيأة لاجتثاثه من جذوره، إذا ما تخلت الدولة عن حساسيتها المفرطة فى التعامل معه.. والتمادى فى الصبر على الاخوان يعطيهم إحساساً زائفاً بقوة ليست فيهم، وهذا يجعلهم يتمسكون بالعنف سلوكاً، وبالإرهاب منهجاً، ويجاهرون بالعصيان وترويع المجتمع.. وبات على الحكومة أن تصدر قراراً بحل «جمعية» الإخوان، وحل حزب الحرية والعدالة كما تم حل الحزب الوطنى من قبل، وإعلان «جماعة» الاخوان منظمة إرهابية، تؤول أموالها ومقراتها للدولة، فهذه بديهيات كان لابد أن تكون قد تمت من أسابيع مضت. ومرة أخرى أقول للدكتور حازم الببلاوى عليك أن تُدْرِك وتُصَدِق أنك لست وزيراً للاقتصاد، فأنت إن كُنتَ لا تعلم رئيس لحكومة مصر، وهى ليست مجرد حكومة انتقالية، بل هى حكومة حرب، رفعت شعار «مصر تحارب الإرهاب»، وحصلت على تفويض واسع من المصريين لأن تخوض هذه الحرب، فمن غير المقبول أبداً فى ظل هذه الحرب المُعلَنَة أن تتخاذل حكومتك وتتراخى عن مواجهة الإرهابيين الذين يهددون أمن البلاد، ويعيثون فى البلاد فساداً وإفساداً.