تناولت الصحف الخليجية في افتتاحيتها اليوم الاثنين التحرك العربي لإيجاد حل ينهي الأزمة السورية في ظل تقاعس المجتمع الدولي تجاهها. ففي دولة الإمارات، طالبت صحيفة " البيان" بعد أكثر من/ 30 / شهرا من القتل المستمر وتشريد الملايين في الداخل ودول الجوار المجتمع الدولي بالتحرك بشكل فاعل بشأن سوريا وعدم الاكتفاء بإصدار بيانات أو مواقف جوفاء .. مشيرة إلى أن المشكلة في سوريا تكمن في ذلك التجاهل غير المقبول من قبل العالم لواحدة من أسوأ الأزمات . وتحت عنوان " أساسيات الحل في سوريا " ، قالت الصحيفة إنه مع تواصل آلة القتل التي لم تتورع حتى عن استخدام السلاح الكيماوي كان لابد من وقفة جادة تمثلت في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة لوضع النقاط على الحروف وعدم حصر المأساة السورية بقضية الكيماوي أو اللاجئين فقط بل وعدم السماح بجعل المسار السياسي مخرجا ووسيلة لإطالة أمد النزاع إلى ما لا نهاية خاصة أن المنطقة لم تعد تحتمل بؤرة نزاع أخرى. وطالبت أن يكون هناك أساسيات ومبادئ واضحة ومحددة بخصوص الحل السياسي ووضعه في إطارٍ زمني ينتهي إلى نتائج يرضى عنها الشعب السوري .. مضيفة أنه هنا يأتي دور المجتمع الدولي مجددا لكي يفرض على من يحاول التهرب من الحل أن يلتزم به ولا يلتف على استحقاقات فرضتها متغيرات حدثت في الساحة السورية. وفي دولة قطر، طالبت صحيفتا /الراية / و/الشرق/ المجلس الوزاري العربي والجامعة العربية أن يضغطا بكل الوسائل لوقف العنف والقتل المستمرين في سوريا . وأكدتا أن الانحياز للشعب السوري يبدأ في توحّد المواقف والرؤى الدولية حول ضرورة إجبار النظام على وقف العنف والقتل تحت طائلة البند السابع من ميثاق الأممالمتحدة ، وإرسال قوات دولية لحماية الشعب السوري تُشرف على وقف إطلاق النار .. واعتبرتا أن ذلك سيوفر المناخ المناسب لعقد مؤتمر /جنيف 2/ ، والبدء في تنفيذ المرحلة الانتقالية بالبلاد ؛ بما يضمن الاستجابة لمطالب الشعب السوري المشروعة. وأكدت صحيفة /الراية/ أن المطلب الأهم والأساسي للشعب السوري من المجلس الوزاري العربي والجامعة العربية أن يضغط بكل الوسائل لوقف العنف والقتل المستمرين في سوريا ، وسرعة إيصال الدعم الإنساني للشعب السوري . معتبرة أن أي حديث عن حلول سياسية للأزمة السورية التي طالت كثيرا وتفاقمت لا يمكن أن يستقيم مع تواصل نزيف الدم السوري ، واستمرار النظام في استخدام الطائرات والصواريخ في حربه التي يشنها ضد الشعب في سوريا. ونبهت /الراية/ إلى أنه كلما اقترب الحديث عن إمكانية عقد مؤتمر /جنيف2 /، الذي تأجل أكثر من مرة وفشل المجتمع الدولي في الضغط لعقده ، يسعى النظام إلى تغيير موازين القوى العسكرية على الأرض مهما كان الثمن لتحقيق مكاسب سياسية على طاولة المفاوضات المفترضة في المؤتمر المرتقب .. في نفس الوقت الذي تتراجع فيه وعود المجتمع الدولي في توفير الدعم والحماية للشعب السوري ولقوى المعارضة المسلحة. بدورها، قالت صحيفة /الشرق/ إنه رغم حملات الحشد والتجهيز لمؤتمر /جنيف 2/ سواء من قبل القوى الدولية الراعية له أو الموفد العربي والأممي المشترك الأخضر الإبراهيمي، الذي انتهى منذ يومين من جولة واسعة بالمنطقة ، فإن هناك مؤشرات تشير إلى أن المؤتمر ربما لا يرى النور بفعل ألاعيب ومراوغات حكام دمشق. وأضافت الصحيفة أنه بدلا من أن يقدم النظام الحاكم في سوريا "بعضا من بوادر حسن النية والانفتاح على الأفكار الرامية للتوصل إلى حل سلمي لوقف نزيف الدم والتخريب نجد أنه يزيد في التصعيد الميداني برا وجوا على مواقع قوات المعارضة ؛ سعيا منه لفرض واقع جديد على الأرض يستند عليه في /جنيف 2/". وأشارت الصحيفة إلى استمرار الخلاف الروسي- الأمريكي حول تمثيل المعارضة في المؤتمر، ورأت أن نجاح المؤتمر يتوقف على تحديد إطار زمني واضح لرحيل الرئيس الأسد كطلب أساسي لقوى المعارضة . ودعت الصحيفة ، في ختام تعليقها ، إلى اتخاذ "موقف عربي موحد بشأن عملية التفاوض" حتى لا يتم إعطاء فرصة أخرى للنظام السوري للتلاعب بالشعب السوري.. مطالبة الجامعة العربية بالقيام بالتزاماتها عبر توفير الضمانات الكافية من الأممالمتحدة ، خاصة الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن بأن /جنيف2/ سيفضي الى انتقال للسلطة في سوريا. وفي السعودية، تساءلت صحيفة "عكاظ" ، ما الذي يحمله كيري لسوريا غير ما جاء به الأخضر الإبراهيمي؟، مشيرة إلى أن أي إجابة تخرج عما جاء به الإبراهيمي قد تحمل أملا لانفراج الأزمة هناك، وإلا فإن الوضع لن يتغير وسيستمر الشعب السوري يدفع ثمن هذا التخاذل الدولي. وفي سلطنة عمان، تحدثت صحيفة/الرؤية/ عن دعوة جامعة الدول العربية أمس على لسان أمينها العام خلال الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب إلى تحمل المجتمع الدولي ممثلا في مجلس الأمن مسؤوليّاته تجاه حقن دماء السوريين. وقالت الصحيفة تحت عنوان/ تحريك مسار الحل السلمي / إنّ المجتمع الدولي مطالب اليوم وأكثر من أي وقت مضى بالاستجابة لطموحات الشعب السوري وتطلعاته المشروعة في إقامة نظام سياسي ديمقراطي تعددي أساسه المساواة في الحقوق وسيادة القانون مع المحافظة على وحدة سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها. ورأت الصحيفة أن الجامعة العربيّة تتحمل المسؤولية الأكبر في سبيل إقرار الحل السياسي للأزمة السورية ومن ذلك دعم الجهود الدولية القائمة حاليًا لعقد مؤتمر جنيف 2 والمشاركة الفعليّة في التحضير له وتوظيف علاقاتها بأطراف الصراع في سوريا لإقناعها بالمشاركة في المؤتمر دون شروط مسبقة حتى تساعد في تهيئة عوامل النجاح لمسار الحل السلمي لهذه الأزمة الدموية المعقدة.