يشهد سكان الكرة الأرضية غداً الأحد، ظاهرة فلكية نادرة الحدوث تجمع بين نوعين من الكسوف الشمسى، حيث يبدأ كسوفاً حلقياً وينتهى كليا، ومن أهم سماته التى جعلته نادر الحدوث، أنه سيكون كسوفا كليا عند خط الاستواء وخط جرينتش، والذى يمر بمدينة جرينتش بلندن ويقسم الكرة الأرضية إلى قسمين شرقى وغربى وسيستمر 3 ساعات ونصف تقريبا. صرح الدكتور حاتم عودة، رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، بأن كسوف الشمس الكلى الذى سيمر بخط جرينتش غدا هو واحد من 15 كسوفا كليا تمر به منذ عام 1999 قبل الميلاد، وحتى عام 3000 ميلادية، مشيرا إلى أن آخر كسوف مر به كان فى 16 مارس عام 1466، أى أكثر من 500 سنة، فى حين الكسوف الكلى التالى الذى سيمر به سيكون فى 3 يونيو عام 2114. أشار عودة، إلى أنه يمكن رؤية الكسوف فى مصر على هيئة كسوف جزئى لمدة ساعة و39 دقيقة، بالإضافة إلى رؤيته جزئيا فى الدول العربية وجزء من الأمريكتين والمحيط الأطلنطى وجنوب أوروبا ومعظم أفريقيا، فيما يبدو مختلطا (حلقى وكلى) من محيط الأطلنطى وجنوب ساحل العاج وغانا وفى الصومال. أوضح أن رؤية الكسوف فى القاهرة ستبدأ فى الساعة 3.7 عصرا بالتوقيت المحلى وتكون نهايته فى الساعة 4.46 مساء، ويمكن مشاهدته فى ذروته فى الساعة 3.59 وسيغطى خلاله قرص القمر 15 فى المائة تقريبا من قرص الشمس. من جانبه حذر الدكتور أشرف تادروس، رئيس قسم الفلك بالمعهد، من محاولة رؤية الكسوف بالعين المجردة لأثر ذلك على العين ويمكن مشاهدته عن طريق النظارات السوداء أو عبر أجسام معتمة، مشيرا إلى أن الكسوف الشمسى هى ظاهرة كونية تحدث عندما يكون كل من الشمس والأرض والقمر على خط مستقيم واحد ويكون القمر فى المنتصف فيحجب ضوء الشمس عن الأرض ولذلك يمكن رؤية ظل القمر، وهو يعبر قرص الشمس. أضاف أن هذا الكسوف الذى يعد الثانى والأخير للشمس العام الميلادى الحالى، سيشاهد فى مصر جزئيا لمدة ساعة و39 دقيقة، بداية من الساعة الثالثة و8 دقائق بالتوقيت المحلى، وسيبلغ ذروته بداية من الساعة الرابعة عصرا، وسينتهى الكسوف فى الساعة الرابعة و46 دقيقة حيث سيغطى قرص القمر 15% تقريبا من قرص الشمس. ستتمكن معظم الدول العربية من رؤية كسوف الشمس جزئيا وكذلك جزء من الأمريكتين وجنوب أوروبا ومعظم دول أفريقيا، أما سكان سواحل المحيط الأطلنطى وجنوب ساحل العاج وغانا والصومال فستكون لديهم فرصة جيدة لمشاهدة مرحلتين أو المراحل الثلاث للكسوف المختلط. ينظم المرصد الفلكى بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة بهذه المناسبة احتفالية لرصد الكسوف بكل من حرمى الجامعة بالتحرير والقاهرة الجديدة، وتفتتح الاحتفالية الدكتورة ليسا أندرسون، رئيسة الجامعة والدكتور طارق شوقى، عميد كلية العلوم والهندسة. يشمل برنامج الاحتفالية مشاهدة الكسوف بالتليسكوبات الشمسية ونظارات الكسوف، الاستماع لمحاكاة صوت الشمس من خلال أرصاد وكالة ناسا لسطح الشمس، والتعرف على كيفية حدوث ظاهرة كسوف الشمس وخسوف القمر من خلال مجسمات المجموعة الشمسية، واستخدام المزولة الشمسية البشرية، التى تعد أقدم ساعة ابتكرها الإنسان.