يوسف زيدان يثير استهجان الحضور عقب تعليقه على عدم فوز "النبطي". أعلن صباح اليوم؛ الناقد السوري جورج طرابيشي رئيس لجنة التحكيم بالجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر 2012"، عن الروايات التي تم تصعيدها إلى القائمة القصيرة، حيث فاز كل من الأديبين المصريين؛ ناصر عراق وروايته "العاطل" وعز الدين شكري فشير وروايته "عناق عند جسر بروكلين"، كما فاز أيضًا كل من الأديبين اللبنانيين جبور الدويهي وروايته "شريد المنازل" وربيع جابر وروايته "دروز بلجراد"، إضافة إلى كل من الأديب الجزائري بشير مفتي وروايته "دمية النار"، والتونسي حبيب السالمي وروايته "نساء البساتين"، حيث سيحصل كل كاتب على جائزة مادية مقدارها 10 آلاف دولار، إضافة إلى 50 ألف دولار أخرى تكون من نصيب الفائز بالجائزة الكبرى. وقد علق طرابيشي على الروايات الفائزة بقوله: "تعكس الروايات تعددية تجارب الروائيين في التجديد التقني في التعبير عن التنوع الاجتماعي والتاريخي للبلدان العربية، وإرهاصات بالحراك الشعبي الراهن من حيث تركيز الروايات على الفساد والعسف اللذين كانا سائدين في العالم العربي". كان من بين المرشحين للجائزة هذا العام كُتاب تم ترشيحهم سابقًا للجائزة وهم؛ جبور الدويهي عن روايته "مطر حزيران" التي تم ترشيحها للقائمة القصيرة لدورة العام 2008، والحبيب السالمي عن روايته "روائح ماري كلير" التي تم ترشيحها للقائمة القصيرة لدورة العام 2009 وربيع جابر عن روايته "أمريكا" للقائمة القصيرة لدورة العام 2010، وعز الدين شكري فشير عن روايته "غرفة العناية المركزة" التي تم ترشيحها للقائمة الطويلة للعام 2009. أكد طرابيشي على أنهم لا يهتمون بمسألة التوزيع الجغرافي للبلاد العربية التي ينتمي إليها الكتاب، حيث إن المعيار الرئيسي للحكم على العمل، هو الجودة فقط لا غير، وربما كان ذلك ما جعل اللجنة لا تختار عملاً لأديبة امرأة هذا العام، حيث لم يكن هناك أعمال تستحق التصعيد للقائمة القصيرة، كذلك أشار إلى أنهم كلجنة تحكيم واجهتهم بعض المشاكل؛ مثل الأخطاء المطبعية والُلغوية، حيث يلقون باللوم في ذلك على دور النشر التي يجب أن يكون لديها محررون يراجعون الأعمال الإبداعية قبل نشرها. وأضاف أنهم أيضًا واجهوا أزمة استخدام الأدباء للغة العامية في الحوار بغزارة، ما شكل عائقًا أمام اللجنة لفهم النصوص، حيث إن لهجة مثل المصرية مثلاً لم تُشكل أزمة لتداولها بين العرب جميعًا، في حين عانوا مع لهجة مثل الجزائرية؛ لكنه يعود ويؤكد أنهم رغم ذلك تمتعوا بالصبر الكافي لفهم النصوص رغم كل العوائق، حتى يخرجوا بأحكام عادلة. اللافت للنظر في مؤتمر الإعلان عن الأعمال الفائزة بالقائمة القصيرة لجائزة البوكر اليوم، هو ما قام به الكاتب يوسف زيدان صاحب "عزازيل" الفائزة بالبوكر 2009، حيث علق على سؤال الكاتب الصحفي مصطفى عبدالله بخصوص أسباب عدم تصعيد روايته "النبطي" والتي كانت قد صعدت إلى القائمة الطويلة لهذا العام. افتعل زيدان موقفًا أثار استهجان الحضور؛ حيث قال؛ إنه عنف المسؤولين في دار الشروق لأنهم أرسلوا بالنبطي لتتنافس على "بوكر" هذا العام؛ وأنه لو كان الأمر بيده ما أرسلها من الأساس، وكذلك قال إنه لم يجد رواية باعت سبع طبعات خلال عام 2011 غير روايته "النبطي"، وأن عدم تصعيدها لا يعني أنها أقل في المستوى من الروايات التي تم اختيارها، وعندما طالبه أحد الحضور بتعريف نفسه مثلما يفعل جميع المعلقين من الحضور؛ نظر إليه بغضب قائلاً في تعالي واضح :"يوسف زيدان". خارج المسرح الصغير الذي استضاف المؤتمر؛ تناول الجميع موقف زيدان بالتعليقات الساخرة، حيث أكد أحد الناشرين أنه لا يمكن لدار النشر أن تُرسل برواية إلى الجائزة دون موافقة كتابية موقعة من الأديب، كما أشار بعضهم إلى أن "النبطي" رواية سيئة فعلاً ولا تستحق حتى التصعيد إلى القائمة الطويلة وأنها وزعت سبع طبعات على أثر نجاح "عزازيل" السابق، كما علق أحد الأدباء الذين كانوا حاضرين قائلاً: "لقد أهان يوسف زيدان نفسه بانفعاله الواضح أثناء كلمته، وما كان يجب أن يقوم ليعلق من الأساس ويكتفي بكلام الكاتب مصطفى عبد الله".