عز الدين شكرى ظهر الأربعاء الماضي تم إعلان أسماء القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية وهم ناصر عراق عن روايته »العاطل«، عز الدين شكري عن روايته »عناق عند جسر بروكلين« من مصر، ربيع جابر عن روايته »دروز بلغراد«، وجبور الدويهي » عن روايته »شريد المنازل«، من لبنان، حبيب السالمي من تونس عن روايته »مساء البساتين«، بشير مفتي من الجزائر عن روايته »دمية النار« . بدأ الحفل في المسرح الصغير بدار الأوبرا بتأبين الإعلامي خالد الحروب للكاتب الراحل إبراهيم أصلان، وبوقوف الحضور دقيقة حداداً عليه وعلي أرواح شهداء الثورة المصرية وسائر الثورات العربية. ثم تحدث جوناثان كيلر رئيس الجائزة العربية والعالمية قائلا إن هناك سببين لأهمية أن تكون في القاهرة الآن، الأول لأن القاهرة مركز مهم جدا للأدب العربي والثاني لأن التوقيت هو توقيت تاريخي. أما رئيس لجنة التحكيم المفكر اللبناني جورج طرابيشي، فقد قال إن مهمة اللجنة لم تكن سهلة لإن عدد الروايات المرشحة للفوز تعدي المئة رواية، بالإضافة إلي طبيعة هذه الروايات التي حاول العديد منها أن يكون مجددا في التقنية بدون أن يفلح هذا التجديد في أن يكون روائيا بمعني كلمة روائي، وبهذا فقد أصبحت قراءة العديد من الروايات مهمة صعبة علي عكس اليسر الذي تُقرأ به الروايات الناجحة، وقال إن هذه سمة غالبة في تسعين عملا من الروايات المرشحة للفوز بالبوكر. الصحفي بالحياة اللندنية محمد علي فرحات سأل إن كانت هناك دوافع غير نقدية للحكم علي العمل، أي دوافع تتعلق بجنسية الكاتب، فرد طرابيشي إنهم لو أضافوا ثلاثة روايات للقائمة الطويلة كان سيحدث تكافؤ من نوع ما بين الجنسيات، ولكنهم استغنوا عن هذه الروايات لعدم جودتها. وأضاف: »لم نلق اعتبارا للاعتبارات الأخلاقية. كان من الممكن أن تكون الرواية الفائزة رواية جنسية أيضاً«. قرأ كل من أعضاء لجنة التحكيم دراسة قصيرة عن الأعمال الفائزة، حيث قرأت هدي النعيمي دراسة عن رواية ربيع جابر، وبشير مفتي، وقرأت مودي بيطار عن رواية ناصر عراق ورواية جبور الدويهي، وقرأت هدي الصدة عن رواية عز الدين شكري، وقرأ جونزالو فرنانديز عن رواية الحبيب السالمي. أثار غياب رواية »النبطي« ليوسف زيدان عن القائمة القصيرة دهشة البعض، إذ تقدم الصحفي مصطفي عبد الله ليسأل لجنة التحكيم إن كان مشروطا عدم فوز الكاتب بالجائزة من قبل، لإنه يتصور إن رواية يوسف زيدان الجديدة لا تقل جمالا عن روايته الفائزة من قبل بالمركز الأول»عزازيل«، وأضاف: ايمكننا بعد ذلك أن نضع شرطاً نحط شرط نقول ان الكاتب لا يتقدم للجائزة إلا بعد عدة دورات، ورد عليه طرابيشي قائلا إن هذا ليس شرطا وإنه لم يكن هناك أي مانع من أن يفوز يوسف زيدان بالجائزة لو أن روايته الحالية تكافئت مع روايته السابقة. بعدها تقدم يوسف زيدان، وبدأ الحديث محييا لجنة التحكيم وقاطعه أحد الحضور قائلا: »عرّف نفسك لو سمحت«، فقام بتعريف نفسه ثم قال إنه ليس حزينا لعدم دخول »النبطي« إلي القائمة القصيرة، وإنه لا يعرف رواية نفدت سبع طبعات منها حتي في ذروة هذه الأشهر الثورية باستثناء روايته، وأضاف: »وأنا لم أكن لأتقدم للجائزة للمرة الثانية، وهذا فعل حماسي قام به أحد الأصدقاء في دار الشروق مما دفعني لتعنيفه فيما بعد، وعندما تم إعلان الفائزين بالقائمة الطويلة لم يكن من اللائق أن أنسحب«.