في خطوة جديدة اعتبرها الكثير من المراقبين محاولة من "الدعوة السلفية" أكبر الكيانات الدعوية في مصر السيطرة على الخطاب الديني الذي تقدمه عبر المساجد التباعة لهم، وذلك من خلال منع قادتها المؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي من الخطابة سواء في دروسهم الأسبوعية أو خطب الجمعة، فضلاً عن منعهم من صلاة عيد الأضحى الماضي. ومن بين أبرز الممنوعين من الخطابة الداعية السلفي فوزي السعيد، والذي يعتبر من أبرز المعارضين لثورة 30 يونية وما أعقبها من قرارات في 3 يوليو أطاحت بالرئيس السابق محمد مرسي، ما دفعه إلى المشاركة في اعتصامي ميداني "رابعة العدوية" وميدان "النهضة"، وظهر على منصات الاعتصام واعظًا مرات عديدة، واعتُقل السعيد إبان عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك في القضية المعروفة إعلاميا ب "تنظيم الوعد" الجهادي. من جانبه، انتقد القيادي السلفي المنشق محمد الكردي رئيس الدعوة السلفية بالجيزة سابقاً، سياسات الدعوة السلفية التي تنتهجها حالياً، مؤكداً "للمشهد" أن تلك السياسات لا تمت إلى المنهج السلفي بصلة، مشيراً إلى أن تلك السياسات سينتج عنها المزيد من الانشقاقات في صفوف التيار السلفي، كما حدث مؤخراً وانشق العديد من القيادات السلفية مؤسسين التيار السلفي العام. من جانبه، قال الداعية السلفي فوزي السعيد، الممنوع من الخطابة بقرار من الدعوة السلفية، على صفحتة الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "أعتذر عن دروس العلم في مسجد التوحيد ولست مُخيَّرًا فى ذلك". وأرجع المتخصص في الحركات الإسلامية كمال حبيب قرار الدعوة السلفية بمنع بعض قادتها المؤيدين للرئيس المعزول من الخطابة، بغلق الباب أمام مخاطر حظرها قانونياً، على غرار ما حدث لجماعة "الإخوان"، مشيراً "للمشهد" إلى أن الدعوة تسعى فعلياً لإبعاد السياسة عن الخطاب الديني بعد ثورة 30 يونية، لذلك ربما تكون هذه القرارات تدخل في مساع الدعوة لتنفيذ ذلك. ونفى عضو مجلس أمناء الدعوة السلفية ومساعد رئيس حزب "النور" شعبان عبدالعليم ان يكون هناك نية للإطاحة بقادة الدعوة المؤيدين للرئيس السابق محمد مرسي، موضحاً "للمشهد" أن الدعوة لا ترغم أحد من قادتها على اتجاه سياسي معين، ولكنها في الوقت ذاته تسعى لفصل الخطاب الديني عن النزاعات السياسية، مؤكداً أنه لا يعلم الأسباب الحقيقية وراء استبعاد فوزي السعيد من الخطابة في مسجد "التوحيد".