أكد حمدين صباحي -المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية- أن المرشح الذي سيظهر الآن ستلاحقه تهمة أنه مرشح مصنوع أو مدفوع. وقال -في حواره مع الإعلامية راندا أبو العزم على قناة "العربية"- إن من سيصنع الرئيس القادم هو الجمهور العادي وليس الأحزاب بما فيهم الأحزاب الحاصلة على أغلبية في البرلمان، ربما يكون لها تأثير ولكنه لن يكون الحاسم، الرئيس القادم ليس من يعقد الاتفاقيات ولا التربيطات بل هو من سيصدقه الجمهور. وأشار إلى أن السباق لن يكون على أشهر المرشحين ولكن على أجدر المرشحين محذرا من أن المصريون لديهم من الذكاء ما يميز بين المرشح الذي يملك رؤية ومشروع والمرشح الذي ستصنعه ألغاب مطابخ السياسة، وأن ما تحتاجه مصر الآن رئيس بريء من شغل التربيطات الخلفية للدول الإقليمية أو القوى المحلية أو القوى العالمية فالشعب يبحث عن رئيس مصري على قدر ثورة 25 يناير وقيمة المصريين. وعن تمويل حملته الانتخابية طالب صباحي بتقنين فتح حسابات فى البنوك لحملات انتخابات الرئاسة في أسرع وقت بحيث تخضع لإشراف الجهاز المركزي للمحاسبات لرغبته فى أن يتم تمويل حملته من جنيهات قليلة من المصريين البسطاء. وعرض صباحي رؤيته للنظام الرئاسي الذي ستخضع له مصر فى الفترة القادمة بأنه يقر نظاما رئاسيا برلمانيا لا يقسم السلطة بين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء يعطى دورا واضحا للبرلمان والسلطات التنفيذية لرئيس الجمهورية مع تحديدها وتجعل الرئيس قابلا للمحاسبة أمام البرلمان والرأي العام والقضاء. وردا على سؤال عن وضع المؤسسة العسكرية فى الدستور القادم، قال صباحي: رأيي قاطع في وضع المؤسسة العسكرية فى الدستور فاحترامنا لها لا يعطيها أدوارا دستورية جديدة الدور الوحيد للجيش المصري حسب عقيدته القتالية هو أن يحمى حدود مصر وأمنها وسيادتها ولا يتدخل فى الشأن الداخلي على أي نحو. وقال: شخصية مصر قائمة على التنوع وهذا التنوع يشكل جزءا من ثقافتها ولا يملك تيار أو حزب تغيير صياغة مصر وفق أجندته الأيدلوجية أو العقائدية فى لحظة أو سنة أو جيل وأن مشكلة مصر ليست في الهوية .. مشكلة مصر "هي فين وليست هي مين". أشار صباحي إلى أن التيار السلفي تيار جديد على الساحة السياسية وتسرى عليه قاعدة الصلابة فى غير موضعها، تلك الصلابة إما تنكسر أو تلين.. ويلين بمعنى احترام تنوع مصر فليس له الحق -كما ظهر من تصريحات بعض قياداته- أن يسعى لإقامة دولة بدون القاعدة الذهبية في الإسلام وهى العدل والمساواة، مؤكدا ان كل المصريين مسلمين وأقباط حريصون على أن تكون مبادئ الشريعة الإسلامية هي أساس الدستور، مبادئها وليس أحكامها، فالأحكام تتنوع وفقا لظروف المكان والزمان وبإجماع الفقهاء. وردا على صعود التيار الإسلامي على حساب الثوار فى البرلمان، قال صباحي إن المصريين خاضوا انتخابات البرلمان واختاروا الاختيار الأوفق لهم وهو حاصل جمع العمل الاجتماعي والعمل الخيري والعمل الدعوي والعمل السياسي بالمعنى المباشر أما الثوار فعلى قدر إخلاصهم وقدرتهم على الصدام مع رأس السلطة إلا أنهم لم يرتبطوا بعمل يومى مع الجماهير فى الشارع سواء عن طريق عمل خدمي أو نقابي أو اجتماعي أو خيري. ومع ذلك فإن مصر بلد تستفيد من مكوناتها وتتكامل بها، فالقادرون على أن يكونوا فى الميدان منذ سنوات التحضير لثورة يناير وهى سنوات طويلة كانوا قلة، ومع ذلك فى لحظة من التراكم نزل الشعب المصرى إلى الميدان وحسم المعركة لصالحه. وعن الدستور، قال حمدين صباحي إن اللجنة التأسيسية التي سيختارها البرلمان هى التى سوف تضع الدستور وليس البرلمان، أما البرلمان فمهمته عمل التشريعات التى تمكننا من النهضة، مؤكدا أنه لن يفرض أحد على مصر دستورا يتناقض مع شخصيتها ولا تنوعها ولا ضد دولة وطنية ديمقراطية مدنية أو يكسر مبدأ المساواة ويجرم التمييز، وتلك المبادئ إذا تصلب أحد ضدها سينكسر وهذا من تجليات ثورة 25 يناير.