تواصل تأجج الغضب الفرنسي اليوم الثلاثاء ازاء تجسس الولاياتالمتحدة على ملايين المكالمات الهاتفية لمواطنين فرنسيين، من خلال استغلال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس اجتماعا مع نظيره الأميركي جون كيري لتوجيه عتاب جديد. وتناول فابيوس وكيري الافطار معا في باريس قبل أن يغادرا الى لندن، حيث من المقرر أن يحضرا اجتماعا لمجموعة "أصدقاء سوريا" المؤيدة للمعارضة. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان لها ان فابيوس طالب كيري بشرح "ممارسات التجسس غير المقبولة بين الشركاء, والتي يتعين ايقافها". كما تناول باقي البيان الاجتماع بشأن سوريا. وأجرى الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند اتصالا هاتفيا مساء أمس الاثنين بنظيره الأميركي باراك أوباما لادانة التجسس باعتباره "غير مقبول بين الأصدقاء والحلفاء لأنه ينتهك خصوصية المواطنين الفرنسيين"، وفقا لبيان صادر عن الرئاسة الفرنسية. وكان فابيوس قد استدعي في وقت سابق أمس السفير الأميركي بباريس. وذكرت صحيفة "لوموند" نقلا عن وثائق سربها العميل السابق في المخابرات الأميركية دوارد سنودن أن وكالة الأمن القومي جمعت 3،70 مليون تسجيل لبيانات هاتفية فرنسية على مدار 30 يوما في الفترة بين كانون أول/ديسمبر 2012 وكانون ثان/يناير 2013 . وتوجد المعلومات في مستندات مصورة خاصة بوكالة الأمن القومي , والتي قامت الصحيفة بنشرها علي موقعها الالكتروني. وذكرت الصحيفة أن عمليات التجسس استهدفت أشخاصا يشتبه في صلاتهم بأنشطة ارهابية الى جانب أشخاص في مجالات الاقتصاد والسياسة والخدمة المدنية. وأقر أوباما خلال حديثه الهاتفي مع أولاند بأن الاتهامات أثارت "تساؤلات مشروعة" لدى حلفاء الولاياتالمتحدة، وفقا لتصريحات صادرة من البيت الأبيض. وسعى كيري لدى وصوله الى باريس مساء أمس الاثنين الى التقليل من شأن الخلاف. وقال لصحفيين ان "بلدان كثيرة تنخرط في نشاط محاولة حماية مواطنيها والعالم", واصفا فرنسا بأنها "واحدة من أقدم حلفائنا". وهيمنت التوترات على عناوين الصحف في فرنسا اليوم الثلاثاء. وحملت صحيفة "مترو نيوز" المجانية اليومية عنوان "الجاسوس الذي أحبنا" علي غرار عنوان لأحد أفلام جيمس بوند في عام1977 "الجاسوس الذي أحبني". وفي مقالة افتتاحية حملت عنوان "مواجهة الأخ الأكبر" رسمت صحيفة لوموند مقارنة مع فيلم آخر. وذكرت الصحيفة أن "الاقتحام الممنهج في الحياة الخاصة هو أسلوب الأنظمة الشمولية, كما يذكرنا فيلم حيوات الآخرين/المنتج عام 2006/ والذي وصف جهاز شتاسي في ألمانياالشرقية". وشهدت الأشهر الستة الماضية تدفقا ثابتا من عمليات الكشف , المستندة علي وثائق مسربة من قبل سنودن، الموظف السابق لدي وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي يه) والذي منح حق اللجوء في روسيا، بشأن برامج التجسس الأميركية. وتظهر الوثائق انخراط الولاياتالمتحدة في مراقبة واسعة النطاق لحكومات ومواطنين أجانب، من دول منافسة كالصين وروسيا الى دول تساعدها في مكافحة الارهاب مثل باكستان الى حلفاء مثل بريطانيا والبرازيل والمكسيك وألمانياوفرنسا. وفي مواجهة السخط من حلفائها, استندت الولاياتالمتحدة الى مخاوف مرتبطة بالأمن القومي، قائلة ان "كل الدول" تقوم بعمليات تجسس.